رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

كيفية التمييز بين مشاعر القلق والإصابة بالاكتئاب

شارك

نفهم أن القلق والاكتئاب يرتكزان على أساس بيولوجي مشترك، فحين تستمر حالات القلق أو انخفاض المزاج، تتغيّر وظيفة النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين والأدرينالين، مما يجعل القلق والاكتئاب يتشاركان في بعض الأسباب والآليات.

العلاقة بين القلق والاكتئاب

وبينما تشترك الآليات البيولوجية في كليهما، تختلف أعراض القلق عن الاكتئاب، ويمكن أن يظهرا معاً كرد فعل على ضغوط الحياة أو أن يتعاقبا. وعندما يصل القلق واضطراب المزاج إلى مستوى تشخيصي واحد، تتحول الحالات إلى اضطرابات مرضية مشتركة.

العلامات العقلية للقلق

يواجه المصاب عادة قلقاً بشأن المستقبل، وتوجد أفكار لا يمكن السيطرة عليها ومتسارعة حول احتمال وقوع خطأ ما، كما قد يتجنّب المواقف التي قد تثير القلق خوفاً من استهلاك المشاعر، ويظهر الخوف من الموت بسبب الأعراض الجسدية أو النتائج المتوقعة.

العلامات العقلية للاكتئاب

قد يشعر الشخص باليأس وعدم وجود قيمة لشيء في المستقبل، وربما يفكر بأنه لا يستحق المحاولة أو الشعور بتغيير، وتظهر أفكار الانتحار في حالات الاكتئاب المتوسطة إلى الشديدة. وفي اضطراب الاكتئاب الشديد تستمر هذه الأفكار معظم اليوم لأسابيع متواصلة وتضطرب المزاج بين الانخفاض العالي والارتفاع، ما قد يُشخّص لاحقاً على أنه اضطراب ثنائي القطب.

الاختلافات الجسدية: القلق مقابل الاكتئاب

العلامات الجسدية للقلق تشمل صعوبة التركيز بسبب التفكير المتسارع، صعوبات النوم، الدوخة، اضطرابات الجهاز الهضمي مثل الغثيان والإسهال أو الإمساك، زيادة معدل ضربات القلب والتعرّق، توتر العضلات، وضيق التنفّس. أما العلامات الجسدية للاكتئاب فتشمل انخفاض الطاقة، تغير الشهية، بطء الحركة والكلام، آلام جسدية بدون سبب، وصعوبات في النوم إما بالنوم الكثير أو القليل.

شدة الأعراض

عادة ما تمر فترات من الحزن أو القلق كرد فعل لضغوط الحياة، لكن تشخيص اضطراب القلق يتطلب استمرار الأعراض لعدة أشهر، بينما تستدعي اضطرابات المزاج وجود الأعراض بشكل مستمر ومتكرر لمدة أسبوعين على الأقل.

أساليب المساعدة الذاتية

إذا كانت الأعراض خفيفة وتأتي وتذهب، أو إذا تلقيت علاجاً سابقاً وتخشى الانتكاس، فقد تكون التدخلات الذاتية خياراً مناسباً، مثل القراءة في كتب المساعدة الذاتية واستخدام تطبيقات الهاتف التي تتبع علاجات قائمة على الأدلة وتعلّم مهارات للتحكم بواحدة من الأعراض، مثل التأمل الذهني. وإن كانت الأعراض مستمرة أو تؤثر على العلاقات والقدرة على الوفاء بالالتزامات، فالتدخل العلاجي الرسمي قد يكون ضرورياً.

العلاج النفسي

هناك عدة أنواع من العلاج بالكلام، ويختلف النهج في القلق والاكتئاب قليلاً. يساعد العلاج السلوكي المعرفي CBT في كيفية التعامل مع الأفكار المسببة للمشاكل وتغيير السلوكيات، فعند القلق يهدف إلى تقليل التجنّب ومساعدة الشخص على مواجهة المخاوف، بينما للاكتئاب يهدف إلى زيادة المشاعر الإيجابية وتوفير طاقة أو تفاعل مع العالم. يعتقد أن تفعيل السلوك حتى في وجود مزاج منخفض يمكن أن يؤدي إلى مكافأة إيجابية على المدى الطويل. وفي العلاج النفسي الديناميكي، قد تتشابه جلسات القلق والاكتئاب وتسمح لك بالتحدث عن الماضي والحاضر لاكتشاف الأفكار اللاواعية والصراعات وراء الأعراض.

مقالات ذات صلة