تأثير الكافيين وتنشيطه للجسم
يُعد الكافيين منبّهًا قويًا للجهاز العصبي المركزي، وله قدرة على رفع التركيز وتحسين المزاج، ولكنه قد يسبب توترًا واضطرابًا عند الإفراط في تناوله. ومع أن الجسم يحتاج وقتًا لتخليصه بشكل طبيعي، إلا أن هناك خطوات بسيطة وفعّالة تساعد على تخفيف الأعراض وتهدئة الجهاز العصبي.
ابدأ بالتنفس قبل أي شيء، فعندما يزداد معدل الكافيين في الدم يرتفع الأدرينالين ويبدأ الجسم في حالة استنفار تشبه القلق. اجلس بهدوء، خُذ شهيقًا عميقًا عبر الأنف لخمس ثوانٍ، ثم ازفر ببطء من الفم. كرر هذه العملية لعشر دقائق، فهذه التنفسات تعيد توازن الجهاز العصبي الباراسمبثاوي وتخفّف سرعة ضربات القلب.
اشرب كوبًا كبيرًا من الماء كل نصف ساعة لمدة ساعتين؛ فالكافيين يعمل كمدر للبول فيفقد الجسم السوائل بسرعة، وهذا الجفاف الخفيف قد يزيد من الدوار والقلق، فيسرّع الماء طرح الكافيين من خلال الكلى ويحافظ على توازن السوائل.
تناول وجبة صغيرة متوازنة، فالصيام بعد جرعة كافيين عالية ليس فكرة جيدة. اختر مزيجًا من البروتين والدهون الصحية والألياف مثل شريحة خبز أسمر مع زبدة فول سوداني أو موزة مع قليل من المكسرات. هذا النوع من الغذاء يساعد على تثبيت سكر الدم ويمنع تقلب المزاج والارتعاش الناتج عن التهيّج الزائد.
اعتمد على المغنيسيوم والبوتاسيوم حين تشعر بانقباض عضلي أو عدم انتظام في ضربات القلب، فهذه النواقص قد تتفاقم مع تناول الكافيين. ضع في طبقك السبانخ، الأفوكادو، الأرز البني، أو الموز، فهذه الأطعمة تهدئ الجهاز العصبي وتعيد التوازن الكهربائي للقلب وتُساعد على استرخاء العضلات.
تحرّك بخفة ولا تُجهد نفسك، فبالرغم من أن الحركة قد تفيد في حرق الكافيين، فإن الجهد الشديد يرفع معدل ضربات القلب ويزيد القلق. اختر نشاطًا بسيطًا مثل المشي البطيء في الهواء الطلق أو تمارين التمدد الخفيفة، فالحركة المعتدلة تحسن الدورة الدموية وتُسهم في استقلاب الكافيين بشكل أسرع.
تجنّب المنبهات الأخرى، فشعورك بالحاجة إلى شوكولاتة أو شاي قد يحفّز كافيين إضافي. ابتعد عن السجائر والمشروبات الغازية والمشروبات المنشطة العشبية. اعتمد مشروبًا دافئًا خاليًا من الكافيين مثل البابونج أو الماء مع الليمون لتقليل التحفيز العصبي.
متى تقلق وتطلب المساعدة؟
اطلب المساعدة فورًا إذا شعرت بخفقان قلب قوي، أو ارتعاش عضلي مستمر، أو دوار حاد، أو ضيق في التنفّس، فهذه علامات على تسمم الكافيين وتستلزم مراجعة طبية فورية. في حالات نادرة قد يؤدي الإفراط الشديد إلى نوبات تشنجية أو اضطراب في عمل الكلى أو سكتة قلبية.
يستغرق الجسم عادةً من خمس إلى سبع ساعات لتخفّ نصف كمية الكافيين التي دخلت الدم، وتختلف مدة اختفاء الأعراض باختلاف العمر ووظائف الكبد ومستوى اللياقة والعوامل الهرمونية مثل الحمل أو تناول حبوب منع الحمل، التي قد تطيل زمن استقلاب الكافيين.
