المعدة تشفى بالانضباط الغذائي
تظهر النتائج أن التحكم الغذائي الذكي لا يقتصر على تخفيف الأعراض فحسب، بل يمنح المعدة وقتاً لإعادة التوازن والشفاء، وتُعَد الأطعمة الغنية بالعناصر الطبيعية وتجنب المهيّجات جزءاً من العلاج إلى جانب الأدوية المقررة.
أولًا: لماذا تُصاب المعدة بالقرحة؟
تحدث قرحة المعدة عندما يتآكل بطانة المعدة نتيجة تآكل وتلف بسبب عدة عوامل، وتُعتبر عدوى بكتيرية تعرف باسم بكتيريا الهليكوبالوري من أبرز الأسباب.
يزيد الإفراط في استخدام المسكنات ومضادات الالتهاب من خطر تآكل البطانة، كما أن التوتر النفسي المزمن يحفز إفراز الحمض المعدي.
يدفع التدخين أو شرب الكحول وتغيّر النوم واضطرابات النظام الغذائي إلى تفاقم الحالة وتبطئ عملية الشفاء.
تؤثر الأطعمة بطبيعتها في التئام القرحة أو تفاقمها بحسب تأثيرها على جدار المعدة.
ثانيًا: أطعمة تُساعد على شفاء المعدة
تُعزّز الأغذية الغنية بالبروبيوتيك توازن بيئة الجهاز الهضمي وتساعد في طرد البكتيريا الضارة التي تسبب القرحة، وتضم أمثلة على ذلك الزبادي الطبيعي وتخمير الملفوف ضمن مصادرها المفيدة.
تُقلّل الألياف من سرعة الهضم وتخفّض تركيز الحمض في المعدة، ما يجعلها صديقة للمصابين بالقرحة، وتضم المصادر الجيدة التفاح والكمثرى والشوفان والبقوليات.
يلعب فيتامين أ دوراً في ترميم الأنسجة وتجديد الخلايا التالفة في بطانة المعدة، وتُعد البطاطا الحلوة والسبانخ والجزر والشمّام من مصادره المهمة.
يعزز فيتامين ج التئام الجروح في المعدة، وتوفر الفواكه والخضروات مثل الفلفل الأحمر الحلو والبروكلي والفراولة والحمضيات الغنية بهذا الفيتامين دعماً لجدار المعدة ضد الأكسدة والالتهاب.
ثالثًا: أطعمة ومشروبات تُفاقم القرحة ويُستحسن تجنّبها
يُفاقم الحليب كامل الدسم إفراز الحمض ويعيد الألم بقوة بعد فترة، لذا لا يُنصح به كعلاج منزلي.
تُرهق الأطعمة الدهنية والمقلية المعدة وتؤخر تفريغها، فقلّل من تناولها خلال فترة العلاج.
تُثير الأطعمة الحارة الألم وتزيد الشعور بالحرقة لدى بعض المرضى، فاستبعدها حتى يستقر وضع المعدة.
تثير الحمضيات الأحماض وتفاقم الأعراض عند من يعاني زيادة التحسس، فاحرص على تجنّبها إذا لاحظت تفاقماً.
تُحفّز الشوكولاتة والكافيين إفراز الأحماض وتُرخّي العضلة العاصرة بين المعدة والمريء، ما يسبّب ارتجاعاً يزيد من الانزعاج، لذا قلّلها أثناء العلاج أو تجنّبها كلياً.
رابعًا: نصائح عملية لمرضى قرحة المعدة
احرص على تناول الطعام في أوقات ثابتة يومياً لتجنب فراغ المعدة لفترات طويلة.
قسّم وجباتك إلى 5 أو 6 وجبات صغيرة بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة لتخفيف الضغط على المعدة.
ابتعد عن تناول الطعام قبل النوم مباشرة حفاظاً على راحة المعدة وتجنب الارتجاع.
تجنب التدخين فهو يبطئ شفاء القرحة ويؤثر سلباً على التوازن الحمضي للمعدة.
اشرب الماء الفاتر بكميات كافية وتجنب المشروبات الغازية.
احرص على الهدوء النفسي فالتوتر يزيد إفراز الأحماض المعدية ويؤثر على سير العلاج.
خامسًا: أهمية المتابعة الطبية والفحوصات المنتظمة
تتطلب متابعات العلاج والتقييم الطبي اهتماماً مستمراً لأنها تحمي من تطور القرحة إلى نزيف داخلي أو ثقب في جدار المعدة.
تُجرى الفحوصات والاختبارات المقررة وتقييم وجود عدوى الهليكوباكتر بيلوري وتعديل العلاج حسب الحاجة لضمان الشفاء واستمرار الوقاية.