أعلنت وزارة التغير المناخي والبيئة، بالتعاون مع سكرتارية مواقع التنوع البيولوجي الهامة، عن الإطلاق الرسمي للنسخة العربية من المعيار العالمي لتحديد مواقع التنوع البيولوجي الهامة، وذلك على هامش المؤتمر العالمي لحفظ الطبيعة الذي تستضيفه أبوظبي خلال الفترة من 9 إلى 15 أكتوبر الجاري.
تأتي هذه المبادرة بالتزامن مع الذكرى العاشرة لتأسيس شراكة مواقع التنوع البيولوجي الهامة، وتُعد ترجمة هذا المعيار خطوة أساسية لتمكين الدول الناطقة بالعربية من استخدام أدوات علمية متقدمة في حماية البيئة والتنوع البيولوجي.
حضرت الفعالية معالي الدكتورة آمنة بنت عبد الله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، ونعومي كينغستون، الرئيسة المشاركة لشراكة مواقع التنوع البيولوجي الهامة، إلى جانب عدد من الشركاء الإقليميين والدوليين.
أداة علمية
ويعد «المعيار العالمي لتحديد مواقع التنوع البيولوجي الهامة»، الصادر عن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN)، إحدى أهم الأدوات العلمية المعتمدة عالمياً لتوجيه السياسات والاستثمارات البيئية نحو المواقع ذات القيمة البيئية الكبرى. ويستند المعيار إلى أسس علمية ومعايير كمية واضحة تضمن الشفافية والموضوعية وقابلية التطبيق والتكرار.
وتشمل معايير تحديد المواقع الهامة للتنوع البيولوجي وجود أنواع مهددة بالانقراض، أو أنواع ذات توزيع جغرافي محدود، أو مواقع تحتفظ بسلامة نظمها البيئية، أو تلعب دوراً حيوياً في العمليات البيولوجية مثل التكاثر أو الهجرة.
شريك إقليمي
وقالت الدكتورة آمنة الضحاك: «إن استثمار دولة الإمارات في تعريب العلوم البيئية هو استثمار في مستقبل مستدام للمنطقة بأسرها. ويعكس إطلاق النسخة العربية من هذا المعيار العالمي نهج التعاون الذي نتبناه، ويسلط الضوء على دور الإمارات المؤثر إقليمياً وعالمياً في مجال الحفاظ على الطبيعة والتنوع البيولوجي.
سعداء بتعاوننا المثمر مع أمانة مواقع التنوع البيولوجي الهامة، فهذه المبادرة لا تقدم أداة علمية فحسب، بل تبني جسوراً من المعرفة تمكن دولنا من توحيد رؤيتها وجهودها لحماية تراثنا الطبيعي المشترك، كما تؤكد دور الإمارات كداعم رئيسي للعمل المناخي والطبيعي على الساحتين الإقليمية والدولية. ويأتي إطلاق المعيار باللغة العربية خلال المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة تجسيداً لهذا النهج الذي تتبناه الدولة في هذا المجال».
وأضافت: «تواصل دولة الإمارات دورها المحوري في دعم المبادرات العالمية الرامية إلى حماية الكوكب، ولا يقتصر دورها على تطبيق أفضل الممارسات محلياً، بل يمتد إلى المساهمة الفعالة في نشر المنهجيات العلمية الرائدة عالمياً. وتأتي ترجمة هذا المعيار كدليل ملموس على التزام الدولة بتمكين دول المنطقة والمجتمعات العلمية بها من خلال تزويدها بالأدوات اللازمة لمواجهة تحديات فقدان التنوع البيولوجي، بما يعزز من قدرتها على تحقيق أهداف الاستدامة البيئية وحماية النظم الطبيعية للأجيال القادمة».
تعزيز قدرات
وتُعد ترجمة المعيار إلى اللغة العربية خطوة أساسية في دعم المؤسسات البيئية والباحثين ومنظمات المجتمع المدني في الدول العربية، إذ يسهل على هذه الجهات تبني المعيار وتطبيقه ضمن أطر السياسات البيئية الوطنية. كما تسهم هذه الخطوة في دعم تقييمات الأثر البيئي، والتخطيط المستدام، وتوسيع نطاق المناطق المحمية بما يتماشى مع أهداف اتفاقية التنوع البيولوجي، خاصة إطار كونمينغ – مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي 2030.
نتائج ملموسة
وأبرزت نعومي كينغستون في كلمتها أهمية ما أنجزته الإمارات على مستوى تقييم وتحديد مواقع التنوع البيولوجي، مشيرة إلى أن الدولة ضاعفت عدد هذه المواقع بفضل التقييمات الشاملة، مؤكدة أن الدول التي طبّقت المعيار بشكل شامل شهدت توسعاً ملحوظاً في مواقع الحماية البيئية.
وضمن جهودها الوطنية، نجحت دولة الإمارات مؤخراً في إدراج 9 مواقع جديدة ضمن قاعدة البيانات العالمية للمناطق الهامة للتنوع البيولوجي، من بينها مواطن حيوية لعدد من الأنواع المهددة مثل المها العربي والغزال العربي وأبقار البحر، ما يعكس التزام الدولة بحماية الأنواع الفريدة والحفاظ على النظم البيئية الطبيعية.