شهد اليوم الخامس من برنامج الزمالة التقنية للشباب العرب 2025 تجربة ميدانية مميزة جمعت بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، من خلال زيارة جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ومركز IEC، حيث تعرف المشاركون إلى أحدث التقنيات والتطبيقات في مجالات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، ودور الجامعة في إعداد كوادر تسهم في بناء اقتصاد معرفي قائم على التكنولوجيا المتقدمة.
كما اطلع المشاركون خلال زيارتهم إلى مركز IEC على منظومة دعم الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، والنهج الفريد الذي يتبعه المركز في دمج العمق التقني مع الفهم العملي للسوق المحلي والإقليمي، ما يمكّن رواد الأعمال الشباب من تحويل أفكارهم إلى مشاريع مبتكرة ذات أثر ملموس في المنطقة والعالم.
وقد أبدى المركز اهتماماً كبيراً بمشاريع المشاركين من الشباب العرب، معلناً استعداده لبحث فرص التعاون والدعم والاحتضان للشركات الناشئة الواعدة التي يعمل عليها أعضاء البرنامج، بما يسهم في تمكين الشباب العرب وتسريع نمو مشاريعهم في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.
كما شهد اليوم جلستين تفاعليتين ضمن فعاليات البرنامج؛ كانت الأولى بعنوان «الجيل القادم من قادة التكنولوجيا العرب» بالتعاون مع شركة «إي آند»، وتركّزت على استعراض المهارات القيادية المستقبلية التي يحتاجها روّاد التكنولوجيا العرب، إضافةً إلى التعريف بأحدث التقنيات والأنظمة الذكية المعتمدة ضمن منظومة الشركة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي وخدمة العملاء الذكية.
وخلال الجلسة، قدّم فريق «إي آند» عرضاً شاملاً حول خدمات الشركة وبرامجها الداعمة للشباب، إلى جانب ورش تدريبية تطبيقية مكّنت المشاركين من التعرف عن قرب إلى كيفية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير الحلول والخدمات الرقمية. كما أعلنت الشركة عن منح عضويات مجانية لمدة ثلاثة أشهر في منصتها التعليمية عبر الإنترنت، التي تضم أكثر من 1000 دورة تدريبية معتمدة في مختلف مجالات التكنولوجيا والابتكار وريادة الأعمال، دعماً لتنمية المهارات التقنية للشباب العرب وتمكينهم من مواكبة متطلبات المستقبل.
الهيكلة والسرد القصصي برؤية واضحة
وفي الجلسة الثانية بعنوان «الهيكلة والسرد القصصي برؤية واضحة»، قدّمها فريدريك سيسر، عضو سابق في مجلس المنتدى الاقتصادي العالمي، كبير التنفيذيين في مؤسسة «نماذج من أجل الإنسانية» (Prototypes for Humanity)، وتناولت فنون عرض الأفكار التقنية بأسلوب مؤثر يسهم في إيصال الرسائل بوضوح وفاعلية.
وقال فريدريك سيسر: في عالم التكنولوجيا المتسارع، لا يكفي أن تمتلك فكرة أو منتجاً تقنياً مميزاً، بل إن الطريقة التي تقدم بها هذه الفكرة هي ما يصنع الفرق الحقيقي. وأضاف: السرد القصصي الواضح والموجه بدقة هو الأداة التي تمنح المشاريع الحياة، وتجعلها قادرة على جذب المستثمرين وبناء الشراكات وإلهام المستفيدين، وعندما يتقن الشباب العرب فن عرض أفكارهم التقنية بطريقة منظمة ومقنعة، فإنهم يصنعون تأثيراً يغير المستقبل، فهذه المهارة تعد عنصراً أساسياً لكل من يريد أن يترك بصمته في المشهد التكنولوجي العالمي.
وتمثل النسخة الرابعة من «برنامج الزمالة التقنية للشباب العرب» بمشاركة 23 شاباً وشابة من 8 دول عربية منصة لتسريع تطوير المشاريع الناشئة في المجال التقني، وإعداد جيل عربي قادر على المساهمة في مسيرة التنويع الاقتصادي والتحول الرقمي، ودعم مكانة دولة الإمارات حاضنة عالمية للابتكار ووجهة جاذبة للمواهب، بما يواكب رؤيتها في بناء اقتصاد معرفي مستدام.