رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

مرض العين الدرقية يسبب مشكلات في الإبصار نتيجة اضطرابات الغدة

شارك

يظهر مرض العين الدرقية كارتباط وثيق بين الغدة الدرقية وأنسجة العين المحيطة بها، وهو من أكثر الاضطرابات التي تربط جهازين حيويين في الجسم.

على الرغم من أن العين تبدو كعضو مستقل ظاهريًا، فإن أي خلل في الغدة قد يؤثر في أنسجتها وحركتها ومظهرها.

وغالبًا ما يُشار إلى هذا الاضطراب باعتلال الغدة الدرقية العيني (TED)، ويرتبط غالبًا بحالة جريفز، وهي فرط نشاط الغدة الدرقية.

مراحل تطور المرض

تبدأ المرحلة النشطة عادة لمدة ستة أشهر إلى عامين، وتظهر خلالها التورم والاحمرار وزيادة حجم الأنسجة خلف العينين.

ثم تدخل الحالة في مرحلة خامدة أو غير نشطة، تهدأ فيها الالتهابات تدريجيًا، مع أن بعض الأضرار الناتجة قد تبقى وتستدعي تدخلًا لعلاج التصحيح.

الأعراض التي تنبّهك لوجود الخلل

تظهر علامات المرض في العينين وتتدرج من بسيطة إلى حادة، من أبرزها احمرار وتهيج العينين، انتفاخ أو بروز واضح في الجفون، زيادة إفراز الدموع أو جفاف العينين، شعور بالضغط أو الألم خلف العين، حساسية مفرطة للضوء، ازدواج الرؤية أو صعوبة التركيز.

في بعض الحالات النادرة، قد يضغط التورم الشديد على العصب البصري مما يسبب تراجعًا في النظر إن لم يُعالج مبكرًا.

الأسباب وخلل مناعي يتجاوز الغدة

ينشأ المرض عندما يهاجم الجهاز المناعي أنسجة العين ويعاملها كأجسام غريبة. لدى المصابين بجريفز تُفرز الغدة الدرقية هرمونات بكثرة وتتشكل أجسام مضادة تحفّز نشاط الغدة وتؤدي إلى تفاعلها مع بروتينات موجودة في أنسجة العين، وهو ما يسبب الالتهاب والتورم.

ومن بين العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة التدخين المستمر أو التعرض للدخان، وجود تاريخ عائلي للحالة، العلاج باليود المشع، وجود أمراض مناعية مثل السكري من النوع الأول أو التهاب المفاصل الروماتويدي، كما تزيد احتمالية الإصابة لدى النساء مقارنةً بالرجال.

التشخيص والتقييم

عند الاشتباه في المرض، يجري طبيب العيون فحصًا دقيقًا لمدى بروز العينين، حركة العضلات البصرية، وضوح الرؤية وتمييز الألوان، كما يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية لتحديد مدى تورم الأنسجة خلف العين.

وينصح بالتنسيق بين طبيب الغدد الصماء وأخصائي العيون لضمان تقييم شامل لحالة الغدة ونشاطها الهرموني، فغالبًا ما يساهم ضبط الاضطراب الهرموني في تهدئة الأعراض العينية.

طرق العلاج

في الحالات الخفيفة، يمكن الاعتماد على الدموع الصناعية لترطيب العينين، واستخدام كمادات باردة لتقليل الانتفاخ، وارتداء نظارات شمسية للوقاية من الضوء القوي، كما يُنصح بالإقلاع عن التدخين نهائيًا.

أما في الحالات المتوسطة إلى الشديدة، فقد يُستخدم الدواء المضاد للالتهاب مثل الكورتيكوستيرويدات (بريدنيزون) لتخفيف الالتهاب، یا دواء حديث مثل تيبرتوموماب (Teprotumumab) الذي أظهر فاعلية في تقليل التورم وتحسين المظهر العام للعينين.

في المراحل المتقدمة، قد يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًا لتخفيف الضغط عن المحجر العيني أو لتعديل وضع الجفن أو العضلات المحركة للعين.

المضاعفات المحتملة

إذا تُرِك المرض دون علاج، قد يسبب ضمور العصب البصري وفقدان الرؤية تدريجيًا، وكذلك تلفًا في القرنية، وصعوبة إغلاق العين بالكامل، وجحوظًا دائمًا يؤدي إلى تغير في شكل الوجه، وارتفاع الضغط داخل العين مما قد يؤدي إلى الزرق.

التعايش مع المرض

معظم المرضى يعانون من أعراض خفيفة تتحسن تدريجيًا مع الرعاية المنزلية وضبط الهرمونات، بينما تكون الحالات التي تتطلب علاجًا طبيًا أو جراحة محدودة. المهم المتابعة الدورية والالتزام بالعلاج وتجنب التدخين والإجهاد المفرط للعينين، فالهدف هو التوازن بين علاج الغدة والعناية بالعين لتحسين الحياة اليومية.

مقالات ذات صلة