رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

مش عارف تفتح بوقك فجأة؟ اعرف سبب المشكلة المرضية وطرق العلاج

شارك

أولًا: كيف يظهر تشنج الفك؟

يظهر تشنج الفك غالبًا كعجز عن فتح الفم بشكل كامل، وتقل المسافة بين الفكين عن الحد الطبيعي الذي يتراوح عادة بين أربعة إلى ستة سنتيمترات، وقد يشعر الشخص بأن الفك مغلق أو مشدوداً ويصارع على الاسترخاء.

وترافقه أعراض شائعة مثل ألم واضح في جهة واحدة أو في كلا جانبي الفك، صعوبة في المضغ أو التحدث، تيبس حول الفم والوجنتين، صداع قد يمتد إلى الرقبة أو الأذن، وتورم في الفك أو شعور بالحرارة في المنطقة المصابة. في الحالات الشديدة قد يصاحب التعرق، حمى، أو خفقان غير منتظم ناتج عن التوتر العضلي الشديد.

ثانيًا: لماذا يحدث تشنج الفك؟

ينشأ التشنج حين تفقد عضلات الفك قدرتها على الارتخاء بعد الانقباض، فيظل الفك في وضع مغلق جزئيًا أو كليًا، وتختلف الأسباب بين الحالات العضوية والعدوى أو العلاجات الطبية السابقة.

أسباب محتملة تشمل إصابات الفك أو الفم كالصدمات الناتجة عن السقوط أو الحوادث أو علاجات الأسنان الصعبة، عدوى بكتيرية مثل الكزاز التي تؤثر على الجهاز العصبي وتسبب تقلصاً مستمراً في العضلات، اضطرابات المفصل الصدغي الفكي (TMD) التي تسبب ألماً وصعوبة في الحركة، الالتهابات المزمنة أو التهاب المفاصل، العلاجات الإشعاعية لسرطان الرأس أو الرقبة التي قد تؤدي إلى تصلب في العضلات مع الوقت، وكذلك الآثار الجانبية لبعض الأدوية خاصة مضادات الذهان أو أدوية تؤثر على مستقبلات الدوبامين.

عوامل تزيد من خطر الإصابة

تزداد الاحتمالات مع التقدّم في العمر فوق سبعين عامًا، وضعف المناعة بسبب أمراض مزمنة مثل السرطان أو السكري أو وجود فيروس نقص المناعة، التاريخ الجراحي للفك أو الفم، سوء الإطباق أو وجود أسنان غير منتظمة، وتعاطي المخدرات عن طريق الحقن.

ثالثًا: كيف يُشخّص الأطباء تشنج الفك؟

يبدأ الطبيب بجمع التاريخ الطبي وتقييم الإصابات السابقة والعلاجات والأدوية، ثم يُجري فحوصات لتحديد السبب الدقيق.

ومن وسائل التشخيص الشائعة فحص سريري يقيم مدى فتح الفم واستجابة العضلات عند الحركة، تحاليل دم للكشف عن عدوى أو التهاب أو وجود علامات للكزاز، التصوير بالأشعة المقطعية لتحديد الكسور والإصابات الهيكلية، والتصوير بالرنين المغناطيسي لإظهار تفاصيل الأنسجة الرخوة والمفصل الصدغي الفكي واكتشاف أي تليّف أو ضرر في العضلات.

رابعًا: خيارات العلاج

يعتمد العلاج على السبب الكامن وشدة الحالة، والهدف الأساسي استعادة حركة الفك وتخفيف الألم.

يشمل العلاج الدوائي مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لتخفيف الألم والتورم ومرخيات للعضلات مثل الديازيبام لتهدئة التشنجات، كما قد تُستخدم مضادات حيوية في حال وجود عدوى بكتيرية أو كزاز، ويمكن اللجوء إلى حقن موضعية بالبوتوكس في الحالات التي تستدعي إرخاء العضلات مؤقتًا.

يُفيد العلاج المنزلي بالعلاج الحراري المحلي، حيث يساعد وضع الحرارة الدافئة على تحسين تدفق الدم وتخفيف التصلب، مع تكرار الاستخدام عدة مرات يوميًا.

يلعب العلاج الطبيعي والتأهيل دورًا مهمًا بعد السيطرة على الألم لاستعادة حركة الفم تدريجيًا من خلال تمارين لفتح وإغلاق الفم ببطء وتحريك الفك جانبياً لتقوية العضلات وزيادة المرونة.

قد يوصى الطبيب باستخدام أجهزة سنية مثل جبائر أو واقيات للفك لتقليل الضغط على المفصل وتدريب العضلات على الانفتاح التدريجي.

في الحالات الشديدة أو المزمنة وعند فشل العلاج التحفظي، قد تُجرى جراحة لتصحيح وضع الفك أو إزالة النسج الندبية أو إعادة بناء الأنسجة باستخدام ترقيع من مناطق أخرى من الجسم.

خامسًا: الوقاية — خطوات بسيطة لتجنّب المشكلة

رغم صعوبة الوقاية الكاملة، إلا أن الالتزام ببعض الإرشادات يقلل الاحتمال بشكل كبير: الحفاظ على لقاح الكزاز وتحديث الجرعة كل عشر سنوات، وتجنب الإفراط في مضغ الأطعمة القاسية، وممارسة تمارين بسيطة للفك لتحسين مرونته، ومراجعة الطبيب عند الشعور بأي ألم مزمن في الفك أو وجود طقطقة أثناء الحركة، واستشارة الطبيب قبل بدء أدوية جديدة قد تسبب تيبس العضلات.

سادسًا: المضاعفات المحتملة عند إهمال العلاج

إذا لم تُعالج الحالة أو تأخرت المراجعة، قد تتطور مضاعفات مثل تليف المفصل الصدغي الفكي وفقدان الحركة بشكل دائم، والتهاب الرئة نتيجة صعوبة البلع بسبب ارتداد الغذاء، وتشنّج الحنجرة أو انسداد مجرى التنفّس في حالات الكزاز الشديد، وضعف عام في عضلات الوجه والفكين نتيجة قلة الاستخدام، لذلك يكون التدخل المبكر خطوة أساسية لمنع تفاقم المشكلة.

مقالات ذات صلة