رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

احمِ عينيك من الحساسية الموسمية قبل حلول الشتاء

شارك

اقترب فصل الشتاء وتبدأ درجات الحرارة بالانخفاض، وتزداد حاجة الناس إلى التدفئة وتقل الحركة في الأماكن المغلقة وتزداد احتمالية تهيّج العينين وظهور أعراض الحساسية التي قد تؤثر في الرؤية وجودة الحياة اليومية وتؤكد تقارير acaai ذلك.

تعرف على طبيعة الحساسية العينية

تشبه الحساسية العينية ردة فعل مفرطة من جهاز المناعة تجاه مواد عادة غير ضارة مثل حبوب اللقاح والغبار وعُرف الحيوانات الأليفة؛ فتتعرف خلايا العين على هذه المواد كجسام غريبة وتطلق مواد كيميائية مثل الهيستامين التي تسبب توسيع الأوعية الدموية واحمراراً وحكة ودموعاً متكررة.

أعراض حساسية العين… إشارات لا ينبغي تجاهلها

تختلف الأعراض بين شخص وآخر لكنها غالباً تشمل حكة مستمرة ووخزاً في العينين، احمراراً واضحاً في الملتحمة أو حول الجفون، حرقاناً خصوصاً عند التعرض للغبار أو الهواء الجاف، دموعاً مائية لا تتوقف بسهولة، وفي الحالات المتقدمة قد يظهر تورم في الجفون وصعوبة تحمل الضوء، وترافقها أحياناً نوبات عطاس وسيلان الأنف المرتبطة بحساسية الأنف.

أنواع الحساسية العينية

التهاب الملتحمة التحسسية الموسمي

يُعد الشكل الأكثر شيوعاً، ويظهر غالباً في فصلي الربيع والخريف مع ارتفاع تركيز حبوب اللقاح في الهواء. يشعر المصاب بحكة قوية ودموع غزيرة، وربما يظهر تحت العينين تورم يعرف بالهالات التحسّسية، وينصح الأطباء بتجنّب فرك العينين لأن الحك المستمر يزيد التهيّج وربما يسبب التهاباً ثانوياً.

التهاب الملتحمة الدائم

يستمر على مدار العام، ويحدث غالباً بسبب الغبار أو وبر الحيوانات أو العفن. بالرغم من أن الأعراض فيه أخف من الموسمي، إلا أنها مستمرة وتؤثر على الراحة والنوم.

التهاب القرنية والملتحمة الربيعي

يُصيب غالباً الأطفال والمراهقين الذكور، ويرتبط غالباً بالربو أو الأكزيما. من علاماته وجود إفرازات مخاطية كثيفة وحساسية شديدة للضوء وإحساس وجود جسم غريب في العين، وفي حال الإهمال قد يؤدي إلى ضعف مؤقت في النظر.

التهاب القرنية والملتحمة الأتوبي

يظهر لدى الرجال البالغين ممن لديهم تاريخ طويل مع أمراض الجلد التحسّسية، ويتصف بإفرازات كثيفة ولزجة وتلتصق الجفون صباحاً، وفي الحالات المزمنة قد يسبب تندّباً في القرنية إذا لم يُعالج بشكل مناسب.

التهاب الملتحمة التلامسي والحليمي

يرتبط عادة باستخدام العدسات اللاصقة أو مستحضرات التجميل غير المناسبة، ويظهر كاحمرار وحكة وإفرازات لزجة وشعور مستمر بوجود شيء في العين. أما الشكل المتقدّم منه فُيعرف بالحليمي العملاق حيث تتكوّن حبيبات صغيرة على سطح الجفن الداخلي تجعل ارتداء العدسات مؤلماً ومحرّماً.

الوقاية… خط الدفاع الأول قبل العلاج

يتفق الأطباء على أن تجنّب المهيّجات هو الخطوة الأهم للسيطرة على الحساسية العينية. قبل دخول الشتاء يمكن اتباع إجراءات بسيطة مثل إغلاق النوافذ أثناء انتشار الغبار وحبوب اللقاح، واستخدام مكيف الهواء في المنزل والسيارة بدل فتح النوافذ، وارتداء نظارات شمسية كبيرة عند الخروج لتقليل دخول المهيجات، وتنظيف الفراش بانتظام واستخدام أغطية مقاومة للعث، وتجنّب الحيوانات الأليفة إذا كنت تتحسس من وبرها مع غسل اليدين بعد لمسها، وعدم حك العينين مهما شعرت بالحكة لأن الحكّ يزيد الالتهاب.

العلاجات المتاحة… من القطرات إلى الحقن المناعية

الدموع الاصطناعية تغسل العين من مسببات الحساسية وترطبها، وتُستخدم بأمان عدة مرات يوميًا خصوصاً في الشتاء حين يكون الهواء جافاً، لكن يجب اختيار مصادر موثوقة لأنها قد تكون ملوثة في أنواع معينة وتجنب استخدامها لأكثر من ثلاثة أيام متواصلة لتجنب ارتداد تحسّسي قد يهيّج العين أكثر عند التوقّف عن استعمالها.

مضادات الهيستامين الفموية تخفّف الحكة، لكنها قد تسبب جفاف العينين أو النعاس، لذا يفضل استشارة الطبيب قبل استخدامها خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة.

القطرات الموصوفة طبيًا تجمع أحياناً بين مضادات الهيستامين ومثبّتات الخلايا البدينة وتمنح راحة سريعة وطويلة من الحكة والاحمرار والدموع، وتُستخدم مرتين يوميًا تحت إشراف الطبيب.

القطرات المضادة للالتهاب، سواء كانت غير ستيرويدية أو كورتيكوستيرويدية، تخفف التورم والحرقة في الحالات الشديدة، لكن استخدام الكورتيكوستيرويدات الطويل يتطلب إشراف الطبيب لتفادي مضاعفات مثل ارتفاع الضغط داخل العين أو إعتام عدسة العين.

العلاج المناعي (حقن الحساسية) يُعد من أنجع الوسائل طويلة الأمد، إذ يدرّب جهاز المناعة على التوقّف عن المبالغة في التفاعل مع المهيجات، ويستغرق العلاج عدة أشهر وتزداد فاعليته تدريجيًا مع الزمن.

العين هي المؤشر الأول

يؤكد الأطباء أن إهمال الأعراض الخفيفة قد يؤدي إلى التهاب مزمن يصعب السيطرة عليه لاحقاً. لذا عند ظهور أي علامة من العلامات السابقة يجب مراجعة طبيب الحساسية أو طبيب عيون مختص. فالعين ليست مرآة الروح فحسب، بل مرآة صحة الجسم ككل.

الأطفال وحساسية العين… الوقاية تبدأ مبكراً

حتى الأطفال قد يعانون من هذه الحساسية خصوصاً تجاه الغبار أو وبر الحيوانات، ويمكن استخدام الدموع الاصطناعية بأمان لهم في أي عمر، أما القطرات الموصوفة مثل مضادات الهيستامين فتوصف للأطفال فوق سن الثلاث سنوات بعد استشارة الطبيب.

مقالات ذات صلة