تؤكد دولة الإمارات تسريع خطاها في مسيرتها التنموية الشاملة عبر تبني التقنيات الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، لبناء اقتصاد رقمي متطور من خلال استثمارات استراتيجية في البنية التحتية الرقمية والصناعات المستقبلية.
افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم معرض جيتكس جلوبال في دورته الـ45 المقامة في مركز دبي التجاري العالمي من 13 إلى 17 أكتوبر، ويرافقه سمو ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وسمو النائب الأول لحاكم دبي، وسمو النائب الثاني لحاكم دبي، حيث تجول داخل أجنحة الشركات والمؤسسات المشاركة واطلع على أحدث الابتكارات العالمية في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والحوسبة الكمية وغيرها من التقنيات لدى كبريات الشركات مثل أمازون ويب سيرفيسز (AWS) وe& وG42 وهواوي وآي بي إم ومايكروسوفت وأوراكل.
وقال صاحب السمو: نريد للإمارات أن تكون النموذج العالمي في بناء اقتصاد رقمي متكامل يقوده الابتكار ويعتمد على المعرفة والذكاء الاصطناعي، وأن تكون دبي منصة عالمية لتسريع التحول في التكنولوجيا والاقتصاد، ولدى دبي رؤية طموحة للوصول بإسهام التحول الرقمي في اقتصادها إلى 100 مليار درهم بحلول 2033.
وعن أثر جيتكس جلوبال، قال سموه إن الإمارات ترحب بأكثر من 6,800 شركة تقنية و2,000 شركة ناشئة من 180 دولة، وهو حدث يجمع أبرز صُنّاع التكنولوجيا لبناء جسور تعاون وتفتح آفاق النمو والتحول الرقمي، وفرصة لشراكات استراتيجية تسهم في تعزيز الازدهار المستدام للأجيال القادمة وتؤكد مكانة الإمارات كمركز عالمي للاقتصاد الرقمي.
أبرز جوانب الحدث وشركائه
وتوقف سموّه عند جناح المجلس الأوروبي للابتكار حيث استمع إلى شرح من إيكاترينا زاهارييفا حول مشاركة المجلس التي تضم 15 شركة رائدة من دول الاتحاد الأوروبي، في إطار سعيه للاستفادة من الفرص التي يتيحها الحدث لبناء شراكات تدعم نموها وتعزز فرصها، مما يعكس مكانة الحدث كمنصة داعمة لتطور قطاعات التكنولوجيا والابتكار على مستوى العالم.
كذلك شملت الجولة جناح شركة “سيمنس” العالمية التي استعرضت حلولها الداعمة لبيئة العمل الذكية، والتحول الرقمي في مجالات حيوية تعزز الاستدامة، إضافة إلى حضورها في المعرض.
ومع تفقُّد الجهات الوطنية المشاركة في الحدث، زار صاحب السمو جناح شركة الإمارات للاتصالات “e&” حيث استمع إلى شرح حول حلول الشركة من التكنولوجيا المستقبلية التي تخدم عدة مجالات، بما فيها أحدث ابتكارات السيارات الطائرة والتاكسي الجوي الكهربائي ومركبات ذاتية القيادة مدعومة بالذكاء الاصطناعي وروبوتات، إضافة إلى منطقة تجارب الذكاء الاصطناعي.
كما زار سموه منصة الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي واطلع على مشاريع “إقامة دبي” التي تعرض حلولاً مبتكرة تدعم التحول الرقمي وتقدم خدمات عالية المستوى، مع التركيز على تحويل الذكاء الاصطناعي من أداة تجريبية إلى منظومة تشغيلية تعزز جودة الخدمات وترسخ مكانة دبي كأذكى مدينة في العالم.
كذلك شملت الجولة منصة هيئة تنمية المجتمع في دبي حيث اطلع على الخدمات التي تعيد تشكيل مستقبل الخدمات الاجتماعية على أسس ذكية وتستخدمها في بناء مجتمع دامِج، خصوصاً في مجال الخدمات الذكية الموجهة إلى تمكين أصحاب الهمم، إضافة إلى جهود الهيئة في الربط الإلكتروني مع مختلف الدوائر والمؤسسات لتسهيل تبادل البيانات وتطبيقها الذكي الذي يوفر خدمات سريعة ومتطورة.
جيتكس جلوبال منصة عالمية للابتكار والتعاون
يُركّز جيتكس جلوبال في نسخته الـ45 على حلول تطوير بنية تحتية للذكاء الاصطناعي وتسريع وتيرة الابتكار وتعزيز الحوار الدولي حول السياسات والتشريعات الداعمة للتنمية المسؤولة في اقتصاد الذكاء الاصطناعي المتنامي، كما يقدم أجندة شاملة من المؤتمرات والحوارات والعروض التفاعلية ليكون منصة عالمية للتعاون وتبادل الخبرات بين القطاعات المختلفة، ما يمهِّد الطريق لصانعي القرار ويعزز النمو الاقتصادي والتعليم المستدام في التكنولوجيا الرقمية.
وإلى جانب مشاركة الجهات الحكومية وروّاد الصناعة وشركات التكنولوجيا العالمية، إضافةً إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة والمستثمرين وروّاد الأعمال، يمثّل المعرض منصة تجمع أبرز صُنّاع القرار والمعنيين في قطاع التكنولوجيا من مختلف العالم، وتوحّد جهود الجهات الحكومية ومراكز الابتكار والشركات الناشئة لتقديم أحدث الحلول والخدمات المعتمدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يعزز التنوع الاقتصادي والقدرة التنافسية العالمية لدولة الإمارات.
ومن المتوقع أن يسهم هذا الحدث في توجيه مسار التحول الرقمي على المستويين الإقليمي والعالمي، وتحديد أثر التكنولوجيا في تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي، ودعم الأطر الاستراتيجية الوطنية والمحلية، بما في ذلك أجندة دبي الاقتصادية (D33)، واستراتيجية دبي للبلوك تشين، ورؤية الإمارات 2031.