أطلقت هيئة البيئة – أبوظبي بالتعاون مع مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة مبادرة «أبوظبي X للطبيعة» بهدف مضاعفة وتسريع جهود صون ومراقبة وإعادة تأهيل النظم البيئية باستخدام أحدث التقنيات والابتكارات وأدوات الذكاء الاصطناعي. تأتي المبادرة بالشراكة مع مجموعة من الجهات المحلية والدولية، وذلك خلال فعاليات المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة 2025 التي تقام في معرض أدنيك أبوظبي من 9 إلى 15 أكتوبر 2025. استعرض جناح المبادرة مشاريع مبتكرة طورتها الهيئة بالتعاون مع شركائها، من أبرزها مشروع واسع النطاق لاستعادة موائل أشجار القرم بالتعاون مع شركة نبات التي تعد شريكها التقني والتنفيذي. يعتمد المشروع على تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي والأقمار الاصطناعية والطائرات المسيّرة لجمع وتحليل بيانات عالية الدقة تحدد أفضل مواقع الغرس ونثر البذور بكفاءة مع الحد من الهدر ومتابعة مراحل النمو بعد الزراعة.
عرضت المبادرة نموذج مركبة روبوتية متطورة ذاتية القيادة طورته بالتعاون مع شركة مكروبوليس روبوتكس لدعم المراقبة البيئية وإعادة تأهيل الغطاء النباتي. تتميز المركبة بقدرتها على حراثة التربة وتجهيزها وتنفيذ عمليات ري في مواقع نثر البذور، ما يعزز فرص إنبات النباتات المحلية. زودت المركبة بطائرة من دون طيار لأغراض المراقبة ورسم الخرائط ونثر البذور.
حماية ومراقبة البيئة
قالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: إطلاق مبادرة أبوظبي X للطبيعة يجسّد التزامنا بتوظيف أحدث الابتكارات العلمية والتكنولوجية في صون وحماية ومراقبة البيئة، وتعزيز التعاون بين المؤسسات الوطنية والدولية في مجال الحفاظ على الطبيعة، وتساهم المبادرة في دعم الأهداف الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة وضمان استدامة الموارد الطبيعية لصالح الأجيال المقبلة.
توظيف البحث العلمي
قال شهاب عيسى أبو شهاب، المدير العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة: تمثل المبادرة تجسيداً لرؤيتنا في توظيف البحث العلمي والتكنولوجيا المتقدمة لمواجهة تحديات تغير المناخ، ومن خلال هذا التعاون بين الهيئة ومجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، ندمج التكنولوجيا المتقدمة مع البيانات البيئية الواسعة للمساهمة في صون النظم البيئية واستعادتها على نطاق واسع، ويعكس العمل التزامنا بوضع معايير جديدة للعمل المناخي محلياً وعالمياً.
وفي إطار دعم قطاع الاستزراع المستدام للأحياء المائية، سلط الضوء على مشروع «أسماك دلما» لتوظيف الذكاء الاصطناعي في إدارة مزارع الأسماك البحرية، ويشمل ذلك مراقبة جودة المياه وسلوك الأسماك. عُرضت طائرة من دون طيار، طورت بالتعاون مع شركة أكوا بريدج القابضة وشركة عنان السماء لتكون الأولى من نوعها في المنطقة، وتعمل هذه المنظومة المتقدمة على أتمتة تغذية الأسماك بدقة لافتة، ما يقلل من هدر الأعلاف، ويعزز معدلات النمو، ويخفض الجهد اليدوي ومخاطر التشغيل في مواقع الاستزراع السمكي.
إضافة إلى مشروع «فيش إيه آي» بوصفه مبادرة رائدة تستخدم الذكاء الاصطناعي للتعرّف بدقة على أنواع الأسماك آنياً. يقدم النظام رؤى فورية قائمة على البيانات حول تركيب الأنواع والحجم والكمية والكتلة الحيوية، ما يحدث نقلة نوعية في أساليب مراقبة الموارد البحرية وإدارتها.
كما استعرض الجناح نموذجاً لمركبة ذاتية القيادة تحت الماء قيد التطوير حالياً في معهد الابتكار التكنولوجي، وهي مزودة بحساسات وكاميرات متقدمة مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. صُممت لمسح قاع البحر ورسم خرائط دقيقة للموائل البحرية، مثل الشعاب المرجانية وموائل المحار. وتتميّز بقدرتها على قطع مسافات تصل إلى 130 كيلومتراً، وجمع وتحليل البيانات لدعم تقييم حالة النظم البحرية والتنبؤ بالتغيرات البيئية بشكل استباقي، ما يعزز جهود صون واستدامة الموارد البحرية.
الشركاء والجهات المشاركة
تضم المبادرة مجموعة واسعة من الشركاء الاستراتيجيين من الجهات الوطنية والأكاديمية والتكنولوجية، من بينها مكتب رئاسة مجلس الوزراء، ووزارة الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، وبرنامج مبادلة أكسيس، و«سبيس 42»، ومعهد الابتكار التكنولوجي، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة السوربون أبوظبي، وجامعة نيويورك أبوظبي، وشركة نبات، وشركة أكوا بريدج القابضة، وشركة عنان السماء، وشركة Micropolis Robotics.