رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

دراسة تحذر من ارتفاع معدلات وفيات الشباب في العالم.. الأسباب وسبل الوقاية

شارك

دراسة العبء العالمي للأمراض

أظهرت دراسة العبء العالمي للأمراض التي أُجريَت بتنسيق مع معهد القياسات الصحية والتقييم وشبكة الباحثين أن الأمراض غير المعدية تمثل نحو ثلثي الوفيات والإعاقات على المستوى العالمي، وتتصدّر أمراض القلب الإقفارية والسكتة الدماغية قائمة الأسباب العظمى للوفاة والإعاقة.

قامت الدراسة بتقدير 375 مرضًا وإصابة و88 عامل خطر وفق العمر والجنس وعلى المستويات العالمي والإقليمي والوطني لـ204 دولة ومنطقة و660 موقعًا دون وطني، وذلك خلال الفترة من 1990 إلى 2023، ما يجعلها أحد أشمل القياسات الصحية للخسائر الصحية.

اعتمدت النسخة الأخيرة على أكثر من 310 آلاف مصدر بيانات، مع أن 30% منها جديدة في هذه الدورة، وتضم 1,211 سنة موقعية من بيانات التسجيل الحيوي المؤقتة لكافة الأعمار، توفر معلومات أكثر دقة تشمل ثلاثة مشاريع بحثية رئيسية في مجال العبء العالمي: التحليل الديموغرافي، وأسباب الوفاة، وعبء الأمراض والإصابات وعوامل الخطر.

انخفاض معدلات الوفيات العالمية وارتفاع وفيات الشباب

انخفض معدل الوفيات العالمي بنسبة نحو 67% منذ عام 1950، وتراجعت معدلات الوفيات في جميع البلدان والأقاليم، كما ارتفع متوسط العمر المتوقع عالميًا إلى 76.3 عامًا للإناث و71.5 عامًا للذكور، وهو أعلى بنحو أكثر من 20 عامًا من مستويات عام 1950.

بين المراهقين والشباب، سجلت أكبر زيادة في الوفيات بين من هم بعمر 20-39 عامًا في منطقة أمريكا الشمالية خلال الفترة 2011-2023، ويرجع ذلك أساسًا إلى الانتحار وتسمم المخدرات وتناول كميات كبيرة من الكحول، وفي الوقت نفسه ارتفعت الوفيات في فئة 5-19 عامًا في أوروبا الشرقية وأمريكا الشمالية ذات الدخل المرتفع ومنطقة البحر الكاريبي خلال الفترة نفسها.

خلال فترة الدراسة كاملة، كان انخفاض وفيات الرضع أكبر من أي فئة عمرية أخرى، ففي شرق آسيا انخفض معدل وفيات الأطفال دون الخامسة بنحو 68% بين 2011 و2023 بفضل تحسين التغذية وتوسيع نطاق التطعيم وتقوية النظم الصحية.

التحول من الأمراض المعدية إلى الأمراض غير المعدية

تشير النتائج إلى تحول في أسباب الوفاة من الأمراض المعدية إلى الأمراض غير المعدية، وهو تحدٍ صحي عالمي خاصة في البلدان منخفضة الدخل، حيث بعد أن كان كوفيد-19 السبب الرئيسي للوفاة في 2021 تراجع إلى المرتبة العشرين في 2023، ليعود كل من أمراض القلب الإقفاري والسكتة الدماغية إلى مقدمة الأسباب، يليهما مرض الانسداد الرئوي المزمن والالتهابات الجهاز التنفسي السفلي واضطرابات حديثي الولادة.

منذ 1990 انخفضت وفيات القلب الإقفاري والسكتة الدماغية، وكذلك وفيات الإسهال والسل وسرطان المعدة والحصبة، بينما ارتفعت وفيات أمراض السكري والكلى المزمنة ومرض الزهايمر وفيروس نقص المناعة البشرية. وانخفض احتمال الوفاة قبل سن سبعين عامًا لجميع الأسباب في كل مناطق عبء الأمراض العالمي الكبرى بين 2000 و2023، فيما ظهرت تغيرات متباينة في بعض المناطق نتيجة اضطرابات تعاطي المخدرات وبروز أمراض غير معدية في أخرى.

تغيير عوامل الخطر والوقاية

شكلت الأمراض غير المعدية نحو ثلثي الوفيات والإعاقات في العالم، وكانت أبرز الأسباب الثلاثة هي أمراض القلب الإقفارية، والسكتة الدماغية، والسكري، مع ارتفاع في معدل الأمراض غير المعدية في المناطق منخفضة الدخل مما زاد من القيود على الدول ذات الموارد المحدودة.

يعزى ما يقرب من نصف وفيات العالم في 2023 إلى 88 عامل خطر قابل للتعديل، وتأتي أعلى مخاطر الخسارة الصحية في: ارتفاع ضغط الدم الانقباضي، وتلوث الجسيمات الدقيقة، والتدخين، وارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم أثناء الصيام، وانخفاض الوزن عند الولادة وقصر فترة الحمل، وارتفاع مؤشر كتلة الجسم، وارتفاع مستوى الكوليسترول الضار LDL، واضطرابات الكلى، وفرط النمو، والتعرض للرصاص؛ كما ارتفعت اضطرابات الصحة النفسية بشكل ملحوظ حيث زادت اضطرابات القلق بنسبة 63%، والاكتئاب بنسبة 26%.

وللوقاية من تلك العوامل، تبرز أهمية اتباع نمط حياة صحي، يتضمن ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية بشكل منتظم، واتباع نظام غذائي صحي للحفاظ على صحة القلب والوقاية من السمنة، وكذلك الإقلاع عن التدخين وتعاطي الكحول.

مقالات ذات صلة