رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

صيام الماء لخسارة الوزن: فوائده وأضراره ونصائح مهمة

شارك

تنتشر ظاهرة صيام الماء كخيار سريع بين من يسعون لتقليل الوزن بسرعة، ويستلزم الامتناع عن الطعام والمشروبات باستثناء الماء لمدة تتراوح بين يوم واحد وثلاثة أيام.

يُعتقد أن هذا النوع من الصيام يطهر الجسم من السموم ويعيد توازنه ويجدد الخلايا، لكن الواقع أكثر تعقيداً.

قد يمنح الصيام راحة مؤقتة ويحفز بعض العمليات المفيدة، ولكنه ليس بديلًا صحيًا لفقدان الوزن على المدى الطويل. والأسلوب الآمن يدمج نظاماً غذائياً متوازناً ونشاطاً بدنياً معتدلاً ونوماً كافياً، فالتوازن الصحي هو الهدف الحقيقي.

لماذا يلجأ الناس إليه؟

تختلف الأسباب من شخص لآخر، فالبعض يراه وسيلة سريعة لانقاص الوزن أو لإراحة الجهاز الهضمي. وبالرغم من وجود دلائل على فوائد محتملة، لا يصلح هذا النوع من الصيام للجميع خاصةً إذا لم يكن تحت إشراف طبي.

الفوائد التي سجلها الباحثون

التنظيف الخلوي من الداخل عبر آلية تعرف بالالتهام الذاتي، حيث يبادر الجسم إلى التفريق بين الخلايا القديمة والتالفة وإعادة تدوير مكوناتها. وتؤكد دراسات على الحيوانات أن هذه العملية قد تحافظ على صحة الخلايا وتقلل مخاطر أمراض مرتبطة بالشيخوخة، كما يعتقد أنها قد تطيل عمر الخلايا وتحسن كفاءتها.

تحسين ضغط الدم وتنظيم الدورة الدموية، فقد أظهرت أبحاث مع مرضى ارتفاع الضغط أن الصيام المائي لعدة أيام تحت إشراف طبي قد يخفض الضغط ويعيده إلى مستوى صحي في أغلب المشاركين، وفي دراسة أظهرت نتائج إيجابية خلال أسبوعين من الصيام المستمر.

تحسين حساسية الأنسولين واللبتين، حيث تصبح الخلايا أكثر استجابة لهذه الهرمونات، ما يساعد على التحكم بالشهوة وتنظيم الأيض بشكل أفضل، وقد يساهم في فقدان الوزن بشكل أسرع وأكثر استقرارًا على المدى القصير.

تقليل مؤشرات الخطر لأمراض مزمنة، حيث أظهرت تجارب انخفاضاً في الدهون الثلاثية والكوليسترول بعد يوم واحد من الصيام، وهذا يشير إلى فائدة محتملة لصحة القلب، كما أظهر بحث على الحيوان تقليل أضرار الجذور الحرة المرتبطة بالشيخوخة وضعف المناعة.

مخاطر لا تقل أهمية

خسارة غير صحية في الوزن، فالسريع في البداية غالباً ما يكون من الماء والكتلة العضلية بدلاً من الدهون، وهذا يجعل النتائج موقوتة وتعود بسرعة بعد انتهاء الصيام.

الجفاف رغم شرب الماء، إذ يعتمد الجسم في جزء من مائه على الطعام كمصدر للماء، لذا قد يصاب الصائم بالجفاف مع شرب كميات كبيرة من الماء، وتظهر أعراضه كالتعب والصداع والدوار والإمساك وانخفاض الضغط.

انخفاض ضغط الدم المفاجئ عند الوقوف، إذ قد يعاني البعض من دوخة أو شعور بالدوار عند الوقوف، ولذلك يُنصح بعدم القيادة أو ممارسة الأنشطة التي تتطلب تركيزاً عالياً أثناء الصيام.

تأثير سلبي على بعض الحالات المرضية، مثل النقرس بما يخص زيادة حمض اليوريك في الدم، كما قد يسبب اضطرابات سكر الدم لدى مرضى السكري، بالإضافة إلى أن بعض حالات اضطرابات الأكل مثل الشره المرضي قد تتأثر سلباً.

هل يساعد فعلاً في فقدان الوزن؟

يؤدي انخفاض الوزن بسرعة نتيجة الصيام إلى نتائج فورية، لكن ليس بالضرورة أن تكون صحية أو دائمة، فالنقص غالباً ما يشمل الماء والكتلة العضلية وتبقى الدهون أقل انخفاضاً مما يظنه البعض، لذلك قد يعود الوزن سريعاً بعد انتهاء الصيام. لذلك يُفضل اتباع الصيام المتقطع كخيار أكثر توازناً يتيح تناول وجبات صحية في أوقات محددة دون تعريض الجسم لنقص غذائي عميق.

كيف يمكن الصيام بأمان؟

يستلزم الأمر استشارة الطبيب قبل البدء، ويفضل التحضير بتقليل الطعام تدريجياً قبل يومين إلى ثلاثة أيام. كما يجب شرب ما لا يقل عن لترين إلى ثلاثة لترات من الماء يومياً، وتجنب الأنشطة المجهدة خلال فترة الصيام. وعند كسر الصيام، يُستحسن البدء بعصائر طبيعية أو وجبات صغيرة وخفيفة، ثم العودة التدريجية إلى النظام الغذائي المعتاد.

مقالات ذات صلة