رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

دراسة تربط الإصابة بمرض الفصام بنقص الحديد في الدماغ

شارك

يُعدّ الفصام اضطرابًا نفسيًا حادًا يتميز بالهلوسة واضطراب الكلام والتفكير، ومعتقدات خاطئة عن العالم أو الذات، وصعوبة التركيز.

ورغم أن الفصام كان موضوعًا للعديد من الدراسات، إلا أن أسبابه والعصابّية الكامنة وراءه لم تتضح بشكل قاطع حتى الآن.

وتشير بعض الدراسات التصويرية إلى وجود تغيّرات في الحديد والميالين في الدماغ، إلا أن النتائج حتى الآن متباينة.

فالحديد ضروري للوظائف العصبية، لكنه إذا زاد عن حدّه قد يسبّب تلفًا تأكسديًا، لذا يحافظ الدماغ على توازن دقيق لمستوياته، كما أن تأثير وجود الميالين على قراءات التصوير يجعل تفسير النتائج معقدًا.

تفاصيل الدراسة والنتائج

في دراسة حديثة قام بها باحثون من كلية كينجز كوليدج لندن وهامرسميث ومستشفى إمبريال كوليدج لندن، فحصوا أدمغة 85 شخصًا مُشخَّصين بالفصام و86 شخصًا من مجموعة ضابطة باستخدام تقنيات MRI الحساسة للحديد والميالين لفحص مناطق محددة من الدماغ.

أظهرت النتائج وجود شذوذ في الحديد والميالين في مناطق دماغية عميقة مثل المذنبة والبطامة والكرة الشاحبة، وهو ما يدعم وجود ارتباط بين هذه المكونات ومرض الفصام، وبالتالي يسهم في توضيح آليات المرض.

وأشار الباحثون إلى أن مرضى الفصام أظهروا انخفاضًا في الإشارات المرتبطة بالحديد والميالين في هذه المناطق، وأن الخلايا الدبقية قليلة التغصن قد تكون جزءًا من هذا الخلل، لأن هذه الخلايا تحتاج الحديد لتكوين الميالين ودعمه.

يجعل هذا الاكتشاف جزءًا من فهم أعمق لآليات الفصام، وربما يفتح بابًا لعلاجات مستقبلية تستهدف ترميم الميالين أو رفع مستويات الحديد في الدماغ.

ويخطط الفريق في المستقبل لاختبار نفس العلامات لدى أشخاص معرضين لخطر الإصابة بالفصام من المصابين باضطرابات أخرى مثل الاضطراب ثنائي القطب، وكذلك تقييم قدراتها في التنبؤ باستجابة المرضى للعلاجات النفسية.

مقالات ذات صلة