رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

عهود الرومي: المستقبل لا ينتظر أحداً، والعالم يتبدل بقفزات

شارك

تؤكد معالي عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، أن دولة الإمارات تواصل ترسيخ موقعها في صناعة المستقبل من خلال تبني رؤى استباقية ومبادرات عالمية تجمع صناع المستقبل والمفكرين والخبراء من مختلف القطاعات الحيوية.

وقالت في كلمتها خلال اجتماعات مجالس المستقبل العالمية في دبي إن الإمارات ستستضيف أعمال 37 مجلساً عالمياً في قطاعات حيوية لمستقبل التنمية العالمية، مع الإشارة إلى وجود شغف نوعي في صناعة المستقبل واهتمام كبير بمثل هذه المنصات التي تناقش تطورات الغد.

تحولات كبرى

وأضافت المعالي أن الاجتماع يأتي في منتصف عقد تاريخي تقف فيه البشرية عند مفترق طرق تتسارع فيه المتغيرات وتتشابك الأزمنة وتزداد التحديات وتطرح أسئلة غير مسبوقة بفعل التطور العلمي والسباق التكنولوجي. ومع تسارع التحولات، نواجه أزمة ثقة عالمية، فبحسب أحدث الدراسات انخفضت الثقة العالمية بالمؤسسات في الاقتصادات المتقدمة إلى 49%، وهو الأدنى منذ بدء إصدار هذا المؤشر.

نماذج التعاون

وتشير المعالي إلى أن الواقع يتطلب إعادة النظر في نماذج التعاون العالمية، وتؤكد الحاجة إلى تصميم مستقبل أكثر إشراقاً واستدامة للبشرية. وتوضح أن التحولات العالمية تقودها ثلاثة مسارات رئيسية: الأول تصاعد موجة الرقمية وتوسعها، حيث تتوقع أن تكون 70% من القيمة المضافة خلال العقد القادم قائمة على نماذج الأعمال الناتجة عن التكنولوجيا الرقمية.

وتضيف أن الذكاء الاصطناعي يمثل أولوية رئيسية في الإمارات، وقد أصبح قوة تنموية محركة يمكنها أن تضيف حتى 7 تريليونات دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2030، بشرط أن يبنى تصميماً محوره الإنسان، ومعايير وحوكمة أخلاقية عالمية، ومهارات جديدة للمجتمعات كافة لتحقيق أفضل النتائج.

وإذ تتنامى التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، يتزايد أيضاً التوتر في الفضاء السيبراني، إذ من المتوقع أن تبلغ التكلفة العالمية للتهديدات السيبرانية نحو 20 تريليون دولار بحلول 2030، ما يؤكد أن المرونة والثقة والبنية التحتية الرقمية الآمنة باتت من الركائز الأساسية للمستقبل. كما أشارت إلى أن الاجتماعات السنوية للأمن السيبراني انعقدت أمس ضمن أجندة اجتماعات مجالس المستقبل العالمية لهذا العام.

اختلاف أولويات أجيال المستقبل

وتؤكد المعالي أن أجيال جديدة نشأت في العالم الرقمي وتعيش في بيئة محكومة بدوافع صناعية، وتختلف عقولهم بشكل جوهري وتحدد أولوياتهم نحو العدالة والتعاطف الإنساني والتأثير والمشاركة في صنع القرار محلياً وعالمياً بنسب تفوق 70%.

وتشير إلى أنه لا يمكن تصميم المستقبل بمعزل عن الأجيال الجديدة، فجاهزيتهم للمرحلة القادمة تقترن بفهم عقلية الشباب وتصميم قرارات المستقبل معهم. وتستشهد الإمارات بتجربة نوعية في إشراك الشباب في صناعة القرار عبر وزارة الشباب، والأجندة الشبابية المتكاملة، ومجالس المشاركة الشبابية لصياغة مستقبل الوطن.

إعادة تعريف المرونة

وتشير إلى أن تطوّر سرعة المستقبل اليوم يتجاوز قدرات الأنظمة والنماذج الحالية على الاستجابة والتفاعل مع المتغيرات المناخية والسياسية والاقتصادية والتكنولوجية.

تحديات

وتؤكد أن تزايد تعقيد التحديات المستقبلية يفرض حقائق لا يمكن تجاهلها، فمثلاً تُقدَّر خسائر الفيضانات السنوية في الأصول الحضرية والبيئية بمليارات الدولارات، بينما تفتح لنا الذكاء الاصطناعي والبيانات فرصاً جديدة لتطوير نماذج مرونة واستباقية. وتضيف أن إعادة تعريف المرونة كنهج عمل مستدام ومتجدد، وأساس من أسس الجاهزية للمستقبل، تمثل مسؤولية مشتركة بين الحكومات وقطاع الأعمال والمجتمعات.

مقالات ذات صلة