رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

في “مجالس المستقبل العالمية 2025”.. من دبي العالم يعيد صياغة معادلة الاقتصاد الرقمي والأمن السيبراني

شارك

أكد المشاركون في المؤتمر الصحفي الذي عُقد على هامش الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية والأمن السيبراني 2025، التي تنظَّمها حكومة دولة الإمارات بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي، أن العالم يمرّ بمرحلة حاسمة من التحول التكنولوجي والاقتصادي تتطلب تعاوناً عالمياً واسعاً لمواجهة التحديات المتسارعة، وفي مقدمتها الجرائم السيبرانية والانعكاسات المتوقعة للذكاء الاصطناعي على الاقتصاد وسوق العمل.

وأجمع المتحدثون على أن الحوار وتبادل الخبرات باتا ضرورة لبناء أنظمة رقمية آمنة ومُستدامة، وتعزيز المرونة الاقتصادية في مواجهة المتغيرات العالمية.

وشكّلت الأرقام محوراً رئيسياً في مداخلاتهم، فشرح بورغه برينده، الرئيس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، أن الاقتصاد العالمي نما بنسبة 3% رغم التعقيدات الجيوسياسية الراهنة، وتوقع أن يتراوح النمو بين 2 و3% خلال الفترة المقبلة.

وأشار إلى أن التقنيات الحديثة، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، زادت الاستثمارات في الولايات المتحدة عن 500 مليار دولار، ما يرفع الإنتاجية العالمية بنحو 30%، لكنه في الوقت نفسه يزيد التهديدات الرقمية، حيث تُقدَّر خسائر الاقتصاد العالمي الناتجة عن الجرائم السيبرانية بين 2 و3 تريليوني دولار سنوياً، ما يستدعي تنسيقاً دولياً لمواجهة هذه المخاطر.

وأشــار نيل جيتون، مدير إدارة الجريمة السيبرانية في الإنتربول، إلى أن المنظمة التي تضم 160 دولة تعمل على تعزيز قدرات الدول في مواجهة الجرائم الإلكترونية.

وأكد أن التعاون المستمر مع المنتدى الاقتصادي العالمي مكّن من تنفيذ برامج تدريبية متخصصة لفرق الأمن السيبراني حول العالم، مشيراً إلى أن الشراكات بين القطاعين العام والخاص تشكّل ركيزة أساسية في مكافحة التهديدات الرقمية.

استعرضت سينا لوسون، وزيرة الاقتصاد والتحول الرقمي في توغو وعضو مجالس المستقبل العالمية، تجربة بلادها في تطوير أنظمة رقمية متكاملة خلال جائحة كوفيد-19.

وأعلنت بلادها عن إطلاق منصة للدفع الإلكتروني لتقديم مساعدات مالية للفئات المحتاجة، وتلا ذلك إنشاء هوية رقمية وطنية ومنصة لتبادل البيانات، مؤكدة أن التعاون الدولي وتبادل التجارب بين الدول يسهمان في تسريع التحول الرقمي العالمي.

وأكد خلفان بالهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، أن الإمارات تُعد ثالث أكبر مندوب في المنتدى الاقتصادي العالمي، وهو ما يعكس مكانتها كشريك استراتيجي في رسم ملامح مستقبل الاقتصاد الرقمي. وأشار إلى أن مؤسسة دبي للمستقبل تجمع مخرجات النقاشات العالمية وتحولها إلى مبادرات عملية، موضحاً أن الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي والأمن السيبراني ستكون محاور رئيسية في تشكيل أجندة المستقبل.

وشدّد المشاركون في ختام الجلسة على أهمية الانتقال من مرحلة الحوار إلى التنفيذ عبر وضع أطر دولية لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي وتعزيز التعاون في مكافحة الجرائم السيبرانية، مؤكدين أن بناء مستقبل رقمي آمن ومستدام يتطلب تكاتف الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات البحثية على مستوى العالم.

مقالات ذات صلة