أكدت ساجدة الشوا أن ضعف التمويل يشكل أبرز التحديات أمام العمل الإنساني العالمي، وأن تمويل الخطط الإنسانية للأمم المتحدة لا يتجاوز 10 إلى 15 في المئة، رغم ارتفاع أعداد المتأثرين بالأزمات والكوارث حول العالم.
وقالت الشوا خلال تصريحاتها على هامش الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية والأمن السيبراني المنعقدة في دبي، إن نحو 300 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات عاجلة وفق تقارير الأمم المتحدة، وبخاصة تقرير Global Humanitarian Overview الصادر عن مكتب أوتشا.
وأوضحت أن تفاقم الأزمات السياسية والنزاعات وتداعيات التغير المناخي والكوارث الطبيعية رفع حجم الاحتياجات الإنسانية بشكل غير مسبوق، ما يضغط بشدة على المجتمع الدولي والجهات المانحة مع تراجع الموارد المتاحة.
ولفتت إلى أن انخفاض التمويل لا يعني انخفاض أعداد المحتاجين، فالمتضررين يزدادون باستمرار في حين تضطر المنظمات إلى إعادة تقييم حجم المساعدة وتقليص البرامج بما يتناسب مع الموارد المحدودة.
منصة وتعاون دولي
وأكدت أن الاجتماعات السنوية تشكل منصة عالمية مهمة للبحث عن حلول مبتكرة وتعزيز الشراكات بين القطاع الخاص والمؤسسات المالية والشركاء المحليين، بهدف تحسين كفاءة الاستجابة وضمان استدامتها.
وأشادت بالدور الإنساني الرائد لدولة الإمارات، وأشارت إلى أنها أصبحت من أكبر الجهات المانحة للعمل الإنساني عالمياً من حيث الدعم المالي والقدرات المؤسسية، إضافة إلى كونها أكبر جهة مانحة لقطاع غزة وتقديمها المساعدات في المجالات الطبية والغذائية والاحتياجات الشتوية، إضافة إلى مشاريع لإعادة تأهيل محطات المياه والبنى التحتية، ومساهماتها في أزمات السودان وسوريا وتركيا وأوكرانيا.
وأوضحت أن رؤية الإمارات الإنسانية واستضافتها للمقرات والمؤتمرات الدولية المعنية بالشؤون الإنسانية تعكس التزامها القوي بإغاثة المحتاجين وحماية الكرامة الإنسانية، وتؤكد أن الإمارات أصبحت مركزاً محورياً للحوار والشراكات في العمل الإنساني الدولي.
وقالت إن نظام تتبع التمويل الإنساني العالمي التابع للأمم المتحدة يبرز بوضوح مساهمات الدول المانحة وشفافية توزيع الموارد، مشيرة إلى أن الإمارات من بين كبار المانحين إلى جانب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وألمانيا وعدد من الدول الخليجية.
وأشارت إلى أبرز التحديات التي تواجه العمل الإنساني اليوم، مثل تداخل العوامل السياسية مع العمل الإنساني، والتمويل الضعيف، والاستهداف المتزايد للعاملين في الميدان، مؤكدة أهمية حماية العاملين كخط الأمل الأخير للمحتاجين.