التحديات العالمية والدور الإماراتي
تؤكد دولة الإمارات وبفضل قيادتها الرشيدة وجود رؤية واضحة نحو تعزيز الأمن الغذائي المستدام وتلعب دوراً محورياً ومؤثراً في تحويل النظم الغذائية العالمية نحو المزيد من الكفاءة والاستدامة. وفي مناسبة يوم الأغذية العالمي الذي يوافق 16 أكتوبر من كل عام، نستذكر التحديات المتزايدة التي تواجه المنظومات الزراعية والغذائية حول العالم، ونؤكد الإيمان الراسخ بأن التعاون والعمل المشترك هما السبيل الأمثل لضمان مستقبل غذائي أكثر استدامة للبشرية جمعاء.
التحديات والآثار الناتجة عن الأزمات العالمية
وتزداد التحديات بفعل تغيّر المناخ والظواهر الجوية المتطرفة إلى جانب الأزمات الاقتصادية، ما يفرض ضغوطاً غير مسبوقة على المنظومات الغذائية، وتبرز هشاشة سلاسل الإمداد التي تمتد من المزارع إلى موائد الطعام حول العالم وتزيد المعاناة على أكثر من 673 مليون إنسان يعيشون تحت وطأة الجوع.
التحديات البيئية والجهود لمكافحة الفاقد والهدر
وتبيّن أن المنظومات الغذائية تُسهم عالمياً بنحو ثلث انبعاثات الغازات الدفيئة، فيما يبقى فقد الأغذية وهدرها من أبرز التحديات التي تتطلب تحركاً عاجلاً، إذ يفقد نحو 13.2% من الإنتاج الغذائي العالمي قبل وصوله إلى منافذ البيع، ويُهدر نحو 19% منه على مستوى المنازل والمطاعم ومتاجر البيع بالتجزئة. وتُعدّ الحد من هذا الفقد والهدر خطوة محورية نحو تحسين كفاءة استخدام الأراضي والمياه وتخفيف البصمة الكربونية وتعزيز سبل العيش المستدامة.
الجهود والإجراءات الإماراتية والالتزام المستمر
وتؤمن الإمارات بأن تلبية الاحتياجات الغذائية المتنامية لسكان العالم تستدعي عملاً جماعياً عابراً للحدود والقطاعات. وتتابع معاليها: «نعمل في دولة الإمارات برؤية طموحة لتعزيز الإنتاج المحلي من الغذاء بما يتسجم مع الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051، ومن خلال الاستثمار في التقنيات الزراعية المتقدمة، وتوسيع نطاق الزراعة المستدامة، وتبني أساليب مبتكرة لإدارة الموارد المائية، تمضي الدولة قدماً نحو إحداث تحول جذري في منظومتها الزراعية. كما نواصل جهودنا للحد من هدر الطعام من خلال مبادرات نوعية مثل «نعمة»، إدراكاً منّا بأن النجاح في تحقيق أهدافنا يتطلب مشاركة المجتمع بكافة فئاته».
التزام يوم الأغذية العالمي
وفي يوم الأغذية العالمي، تجدد الإمارات التزامها الراسخ بتحويل المنظومات الغذائية نحو مزيد من الكفاءة والاستدامة، وضمان توفير غذاء صحي ومغذٍ للجميع، وبناء مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة، وذلك من خلال العمل المشترك والتعاون الوثيق مع العالم أجمع.