رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

«برجيل» تطلق فحص «تروشيك» للكشف المبكر عن السرطان

شارك

أعلنت مستشفيات برجيل عن إطلاق فحص «تروشيك» للمرة الأولى في الدولة، وهو فحص دم متطور وغير جراحي للكشف المبكر عن السرطان، ويُعد نقلة نوعية في تقنيات التشخيص المتكاملة والرعاية الصحية الشخصية، إذ يعتمد على تحليل عينة بسيطة من الدم، ويتميز بقدرته على اكتشاف أكثر من 70 نوعاً من الأورام الصلبة.

لمحة عن التحديات والفرص في الكشف المبكر

يواصل العبء العالمي لمرض السرطان ازدياده، مما يفرض ضغوطاً جسدية ومالية ونفسية هائلة على المرضى وأسرهم. وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن السرطان ثاني أبرز سبب للوفاة عالمياً، بينما تزداد فرص النجاة مع الكشف المبكر والعلاج المتقدم، وهو ما يسهم فيه فحص «تروشيك» بشكل فعّال.

الإنجاز التقني ودور المعهد

ومن خلال إدخال هذا الفحص في مستشفيات برجيل، يتصدر معهد برجيل للأورام الريادة في مجال الرعاية الوقائية من السرطان، إذ تم تصميم الفحص لاكتشاف الخلايا السرطانية في الدم (CTCs) والمؤشرات الجزيئية الدالة على وجود السرطان. وبفضل قدراته التشخيصية المتقدمة، يمكّن «تروشيك» من الكشف المبكر عن السرطان حتى قبل ظهور الأعراض، ما يضع معياراً جديداً للرعاية الوقائية غير الجراحية.

وقال البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي، الرئيس التنفيذي لمعهد برجيل للأورام ورئيس جمعية الإمارات للأورام، الذي شارك في أبحاث تطوير الفحص: «لقد أظهر الفحص دقة استثنائية تتجاوز 95% في الكشف عن أكثر من 70 نوعاً من السرطان، بما في ذلك سرطانات الثدي والرئة والبنكرياس والكبد والغدة الدرقية والجهاز الهضمي. وعلى عكس الفحوص التي تعتمد بشكل أساسي على أنماط مثيلة الحمض النووي الورمي (ctDNA)، يركّز فحص «تروشيك» على الخلايا الورمية كمؤشر حيوي، نظراً لأنها قد تقدم دليلاً أكثر مباشرة على وجود الورم وتوفر معلومات أدق على مستوى الشكل والبروتين».

وأضاف البروفيسور الشامسي أن الفحص يتميز بسرعة الحصول على النتائج، مما يساعد الأطباء على اتخاذ قرارات علاجية دقيقة وشخصية في الوقت المناسب.

سهولة الاستخدام والتوجيهات السريرية

يختلف فحص«تروشيك» عن الطرق التقليدية، إذ لا يتطلب صياماً أو تحضيراً مسبقاً، ويمكن للأشخاص الأصحاء الذين تجاوزوا سنّ الـ 40 الاستفادة منه كأداة وقائية وتشخيصية فعالة، سواء كانوا من عامة الناس أو من الفئات عالية الخطورة ممن لديهم تاريخ عائلي أو جيني للسرطان، أو المرضى الذين يخضعون للمراقبة بعد العلاج. كما يقدم الفحص نتائج دقيقة وموثوقة مدعومة بالأبحاث، مع نسبة منخفضة جداً من النتائج الإيجابية أو السلبية الخاطئة. وتُوصى بإجرائه مرة واحدة سنوياً للاطمئنان على الصحة وخلو الجسم من الأورام، ويمكن أن يُستخدم في فئة العشرينات أو الثلاثينات إذا كان هناك تاريخ عائلي قوي أو طفرات جينية تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

وأكد البروفيسور الشامسي أن التشخيص المبكر يشكل حجر الأساس في رعاية مرضى السرطان، حيث يحقق فارقاً كبيراً. ومع إطلاق فحص «تروشيك»، ستتحقق دقة غير مسبوقة وسهولة وصول أكبر إلى الرعاية الوقائية، فإتاحة التشخيص المبكر يمكن أن تنقذ الأرواح وتخفف من العبء الاجتماعي والاقتصادي للمرض، كما أن الكشف المبكر يجعل التعامل مع المرض أسهل ويفتح باباً أمام خيارات علاجية أوسع ونتائج أفضل وفرصاً أعلى للشفاء.

ومع قدرته على اكتشاف السرطان في مراحله الأولى، يمثل فحص «تروشيك» تحولاً نوعياً في طريقة تشخيص السرطان وعلاجه وإدارته.

مقالات ذات صلة