الغضب وتأثيره على صحة القلب والدورة الدموية
يرتبط صحة القلب بالحالة النفسية والتوازن العاطفي؛ فالتوتر المزمن والغضب المستمر لا يعبران عن جانب عاطفي فقط، بل يؤثران مباشرة في قدرة القلب والدورة الدموية على العمل بشكل سليم، ولا يعتمد الأمر فقط على النظام الغذائي أو الحركة؛ فغضب مستمر قد يتحول من رد فعل عادي إلى عامل خطر يهدد الدورة الدموية والقلب.
تؤدي نوبات الغضب الشديدة والمتكررة إلى تفعيل آلية القتال أو الهروب، وفقًا لتقرير منشور من موقع Everyday Health، فيفرز الجسم كميات كبيرة من الأدرينالين والكورتيزول فتزداد ضربات القلب ويرتفع ضغط الدم وتجهد الأوعية الدموية، وهذا الوضع يجعل الدم يتدفق بسرعة غير منتظمة ويزيد احتمال تكون جلطات مفاجئة أو اضطرابات في الدورة الدموية.
تسبق نوبات الغضب المفاجئة غالبًا النوبة القلبية، إذ يرفع التوتر المفاجئ معدل ضربات القلب وتضيق الشرايين بشكل مؤقت، ما يعوق تدفق الدم ويرفع احتمال حدوث انسداد حاد مفاجئ في الشرايين.
يؤثر التوتر والغضب المزمن على الجهاز الهضمي عبر تعطيل توازن الأعصاب المسؤولة عن الهضم، فيتراجع تدفق الدم إلى المعدة والأمعاء ما يسبب أعراض مثل النفاخ أو الإسهال، ومع استمرار الضغط قد يتطور الأمر إلى القولون العصبي.
يؤثر الغضب المستمر في الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية، فيزيد القلق والاكتئاب ويؤثر على التركيز والقدرة على اتخاذ القرار، كما يجعل الشخص أكثر عدوانية وعزلة، بينما تؤدي إدارة الغضب بصورة صحية إلى تحسين المزاج وتقليل مخاطر الإجهاد القلبي الناتج عن التوتر.
تخلق اضطرابات النوم دائرة مفرغة من الغضب والإجهاد، فالغضب المستمر يصعب النوم بسبب فرط نشاط الجهاز العصبي، وتؤدي قلة النوم إلى زيادة التوتر والضغط في اليوم التالي، وهذا يضعف المناعة ويرهق القلب والعقل معًا.
خطوات بسيطة لحماية قلبك من غضبك
ابدأ بممارسة التنفس العميق عندما تشعر بالغضب، ثم اذهب للمشي أو التحدث إلى مختص نفسي، وتجنب المحفزات المرتبطة بالغضب قدر الإمكان، وتعلم تقنيات الاسترخاء مثل التنفّس الواعي أو التأمل، واحرص على نوم كافٍ ونظام غذائي متوازن وممارسة نشاط بدني منتظم يساعد في تنظيم التوتر وتخفيف تأثيره على القلب.