رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

تأثير انخفاض ضغط الدم أثناء الحمل على صحة الأم والجنين وسبل العلاج

شارك

احرصي على الحفاظ على ضغط دم صحي أثناء الحمل، فذلك أمر حاسم لصحة الأم والجنين.

غالبًا ما يحظى ارتفاع ضغط الدم باهتمام بسبب مخاطر مثل تسمم الحمل، لكن انخفاض الضغط شائع أيضاً، ومع أن انخفاضاً طفيفاً قد يكون غير ضار لمعظم الحوامل، فإن انخفاض الضغط بشكل حاد وبالأعراض قد يسبب مخاطر للأم والجنين.

تُراقب قراءات الضغط بانتظام خلال زيارات ما قبل الولادة للمساعدة في الكشف المبكر عن أي مضاعفات، مع العلم أن طبيعة التغيرات أثناء الحمل قد تجعل الضغط ينخفض في الثلثين الأول والثاني ثم يعود غالباً إلى مستواه قبل الحمل في الثلث الثالث.

لماذا يتقلب ضغط الدم أثناء الحمل؟

يقيس ضغط الدم القوة التي يمارسها الدم على جدران الشرايين أثناء ضخ القلب، وخلال الحمل تتغير الدورة الدموية بشكل كبير لدعم نمو الجنين، ما يؤدي إلى تقلبات في الضغط ويؤثر على صحة الأم العامة.

من الطبيعي أن ينخفض الضغط خلال الثلثين الأول والثاني، وغالباً ما يعود إلى مستوياته قبل الحمل خلال الثلث الثالث.

يراقب الأطباء ضغط الدم في زيارات الأمومة لاكتشاف أي مضاعفات مبكراً، لكن القياس المنخفض قد يشير أيضاً إلى مشاكل مثل الجفاف أو نقص التغذية أو اضطرابات هرمونية أو قلبية إن استمر.

كيف يمكن أن يؤثر انخفاض ضغط الدم لدى الأم على نمو الجنين؟

تشير دراسة منشورة في مجلة علمية إلى وجود ارتباط بين انخفاض الضغط المستمر لدى الأمهات لأول مرة واحتمالية ولادة أطفال أصغر حجماً، ما يعني أن انخفاض الضغط المزمن قد يؤثر على نمو الجنين حتى في حالات الحمل غير المعقدة، لذا من المهم متابعة الضغط وإدارته طوال الحمل.

أسباب انخفاض ضغط الدم أثناء الحمل

التغيرات الفسيولوجية: تتسع الأوعية الدموية لاستيعاب تدفق الدم المتزايد إلى الرحم، مما يسبب انخفاضاً في الضغط خصوصاً خلال الأسابيع الأولى من الحمل.

الجفاف: قلة تناول السوائل أو القيء المستمر قد يخفض حجم الدم ويخفض الضغط.

نقص التغذية: نقص فيتامين B12 أو حمض الفوليك أو الحديد قد يسهم في فقر الدم وانخفاض الضغط.

أمراض القلب: بعض اضطرابات القلب قد تؤثر على الدورة الدموية وتخفض الضغط.

الأدوية: بعض الأدوية الموصوفة قد تخفض الضغط.

الراحة الطويلة في الفراش أو قلة النشاط قد تؤدي إلى انخفاض الدورة الدموية.

الحمل خارج الرحم: انخفاض ضغط الدم شديد في بداية الحمل قد ينذر بمضاعفات خطيرة مثل الحمل خارج الرحم ويتطلب عناية طبية فورية.

أعراض انخفاض ضغط الدم أثناء الحمل

قد لا تعاني الكثير من الحوامل من أعراض، لكن من الشائع ملاحظة الدوار عند الوقوف بسرعة أو الإغماء، والغثيان أو القيء، والتعب، وعدم وضوح الرؤية، وبشرة شاحبة أو باردة، والتنفس السريع أو الضحل، والعطش أو الجفاف، وصعوبة التركيز.

المخاطر المرتبطة بانخفاض ضغط الدم

قد لا يمثل انخفاض الضغط الخفيف خطراً عادة، لكن الانخفاض الشديد أو المفاجئ مع أعراض قد يسبب سقوطاً وإصابات، وانخفاضاً في توصيل الدم إلى الأعضاء بما فيها المشيمة، مما قد يؤثر في نمو الجنين، كما قد تشير بعض الحالات إلى وجود اضطرابات أخرى مثل النزيف الداخلي أو أمراض قلب أو حمل خارج الرحم. وتظل الأدلة محدودة حول التأثير المباشر على الأطفال، لكن قد يسهم مع عوامل مخاطرة أخرى في انخفاض الوزن عند الولادة أو تحديد النمو.

تشخيص انخفاض ضغط الدم

يُقاس الضغط عادةً باستخدام مقياس وقراءات، وتساعد المتابعة المنتظمة في العيادة أو في المنزل الطبيب في معرفة ما إذا كانت القراءات ضمن النطاق الآمن أو الحاجة لفحوص إضافية لاستبعاد أسباب كامنة.

علاج وإدارة تقلبات ضغط الدم أثناء الحمل

في معظم الحالات لا يحتاج انخفاض ضغط الدم خلال الحمل إلى علاج خاص، بل يتركز على معالجة الأعراض والأسباب الكامنة إن وجدت، ومراقبة الحالة عن كثب.

التدابير المنزلية وعادات نمط الحياة للوقاية من مخاطر انخفاض ضغط الدم

احرصي على ترطيب الجسم بتناول كميات كافية من الماء والسوائل على مدار اليوم، وتناول وجبات صغيرة ومتكررة لتجنب انخفاض سكر الدم، وانهضي ببطء عند الانتقال من الجلوس أو الاستلقاء لتفادي الدوار، وتجنبي الوقوف لفترات طويلة وخذي فترات راحة عند الحاجة، وارتدي ملابس فضفاضة ومريحة، واحرصي على الراحة الكافية لتخفيف التوتر ودعم ضغط الدم الصحي.

متى تحتاجين لرعاية طبية؟

اذهبي إلى الطبيب فوراً إذا كان انخفاض ضغط الدم شديداً أو بسبب حالات مثل فقر الدم أو أمراض القلب، قد يوصي الطبيب بمكملات غذائية مثل الحديد والفولات وفيتامين ب12، أو بتعديل الأدوية التي قد تخفض الضغط، أو بمراقبة دقيقة في فترة ما بعد الولادة إذا استمر انخفاض الضغط أو ظهرت أعراض.

مقالات ذات صلة