رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

الاتحاد.. 56 عاماً من المسؤولية والطموح

شارك

يصادف اليوم الذكرى السادسة والخمسون لصدور صحيفة الاتحاد، التي صدرت في 20 أكتوبر 1969 لتواكب حلم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة الاتحاد. وقبل سنوات قليلة من تأسيس الدولة كانت «الاتحاد» الصحيفة شاهدة على مساعي الشيخ زايد حاكم أبوظبي آنذاك وجهوده المتواصلة لدشْن الدولة مع إخوانه حكام الإمارات من أجل تحقيق حلم زايد بقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة.

الاتحاد.. الوطن والصحيفة

أصدرت حكومة أبوظبي، ممثلة بدائرة الإعلام والسياحة، العدد الأول من صحيفة أسبوعية تحمل اسم «الاتحاد»، وفي يوم 20 أكتوبر 1969 عنونت الصحيفة الوليدة أولى صفحاتها بعبارة: «مرحباً برواد الاتحاد».

«الاتحاد الصحيفة» واكبت منذ الأيام الأولى لصدورها خطوات القائد المؤسس وطموحاته في دولة الاتحاد، في وطن تأسس على التعاون والحوار والمسؤولية المشتركة. خطوات زايد في التأسيس والبناء أكسبت «الاتحاد» الصحيفة مسؤولية كبرى تجاه المجتمع، فصارت جسراً يربط القيادة الرشيدة بالشعب، تنقل نبض الوطن وتبث رسالة الأمل وتعمل جاهدة كجسر تواصل بين الدولة وشعبها. أصبحت لسان حال الدولة عندما تنقل مواقفها إلى العالم وترصد تطور المجتمع بروح التفاؤل والأمل بمستقبلٍ مشرق.

تشكل رسالة التوعية وأمانة الكلمة وطموح القيادة محددات كبرى في مسيرة «الاتحاد»، لترصد مسيرة «الاتحاد الوطن» الذي يتقدم كل يوم في طريق التنمية والرخاء والازدهار. تحمل الصحيفة رمزية اسمها قيم التضامن والتعاون، وهي قيم إنسانية خالدة لا غنى عنها لنهضة المجتمعات والشعوب والدول.

قصة البداية

بدأت «الاتحاد» بالصدور أسبوعياً من 12 صفحة، وتوزعت نحو 5500 نسخة، وكانت مجانية في مواجهة الصحف المنافسة من أقطار عربية أخرى.

مع إعلان قيام دولة الإمارات في عام 1971 صدرت الصحيفة لأيام متتالية، كما نشرت بشكل يومي لمدة أسبوعين في 6 أغسطس 1971 لمناسبة الذكرى الخامسة لتولي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في أبوظبي. اعتباراً من 22 أبريل 1972 صارت «الاتحاد» تصدر يومياً، وبدأت تنشر صفحات ملونة، وفي مرحلة لاحقة أضيفت ملاحق منها الملحق الرياضي و«دنيا الاتحاد» كمجلة يومية فنية ثقافية. وتُسجل للصحيفة أيضاً أنها استعملت تقنية نقل المواد الصحافية عبر الأقمار الصناعية لأول مرة في البلدان العربية عندما أنشأت مطبعة ثانية في دبي عام 1981 لطبع الصحيفة في أبوظبي ومدينة دبي في آن واحد، لتجاوز مشاكل التأخر في المناطق النائية. واليوم، تستخدم «الاتحاد» تقنيات الطباعة المتقدمة التي تضاهي بجودتها الصحف الأجنبية. ويعتمد الصحافيون فيها أحدث التقنيات في غرف الأخبار الذكية المزودة بأجهزة التحرير والإعلام الرقمي، وتستخدم الصحيفة برنامج «نيوز برس» لإدارة المحتوى من التحرير حتى الطباعة.

طفرة رقمية

«الاتحاد» من أولى الصحف المحلية التي دخلت عالم الإنترنت فدشّنت موقعها على الشبكة يوم الجمعة 15 مارس 1996. وتبني الصحيفة أحدث تقنيات الإعلام الرقمي، فقبل أن تتحول إلى خدمات الكيبل في أواسط الثمانينيات كانت أول صحيفة خليجية تستقبل الصور عبر الراديو عام 1978. وتواكب الصحيفة التطور الرقمي عبر منصات على أهم وسائل التواصل، وتقدم الأخبار العاجلة إلى جانب محتوى متنوع يلبي رغبات الجمهور. وواصلت «الاتحاد» مواكبة التطور الرقمي فأنشأت مشروعها الرقمي المتكامل في 2020، ودشّنت نسختين محدثتين من موقعها وتطبيقاً للهواتف الذكية، مع خمس منصات جديدة متخصصة في الاقتصاد والمنوعات والرياضة ومواد الرأي، ليصبح مجموع منصاتها اليوم 24 منصة رقمية. وبلغ عدد متابعي حساب الاتحاد على تيك توك في عامي 2024 و2025 أحد أسرع النمو بين المنصات الإخبارية في الدولة.

رسالة واعية بأدوات متنوعة

نجحت «الاتحاد» في ترسيخ سياسة تحريرية معتدلة ومتوازنة تقودها رسالة وطنية تركز على الوطن وأمنه واستقراره وحماية مكتسباته. وتبقى شريكاً فاعلاً في كل مسارات التنمية على أرض الإمارات، تسجل تاريخ الدولة بمصداقية وتوثّق مراحل البناء والتحديث التي أنجزتها الدولة. دأبت الصحيفة على نقل رسالة الإمارات الداعية إلى التسامح والسلام وتحفيز التنمية المستدامة ونهجاً يتيح للمجتمع الاستعداد للمستقبل وبادر دوماً إلى صنعه. وتواكب ريادة الإمارات في التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة مسؤولية التطوير المستمر لرسالتها التوعوية ومسيرتها المهنية، بحيث تصل إلى جمهورها من خلال المنصات الرقمية ووسائل التواصل بطرق احترافية، وتستثمر الطفرة التقنية وتستكشف اتجاهات الجمهور لتواكب اهتماماته.

شاهدة على إنجازات الوطن

ترصد «الاتحاد» إنجازات الوطن الكبرى منذ تأسيس الدولة إلى إطلاق مسبار الأمل، وجهود الدولة في استكشاف الفضاء، واستضافة «إكسبو 2020 دبي» و«كوب 28»، ومشاركة رواد الفضاء الإماراتيين في المحطة الفضائية الدولية. كما تسلط الضوء على إنجازات في الطاقة المتجددة والاستدامة وحماية البيئة والمؤتمرات العالمية، إضافة إلى حضورها الفاعل في المنظمات الدولية. استقطبت الصحيفة كبار الكتّاب وقادة الرأي وتعاونت مع صحف عالمية لتطوير المحتوى في مجالات الاقتصاد والعلوم والتحليل السياسي.

صفحات الرأي وصناعة الوعي

منذ عام 2006 تقيم «الاتحاد» منتدى سنوياً يجمع نخبة من المفكرين والباحثين والأكاديميين لتسليط الضوء على قضايا محورية محلية وإقليمية وعالمية. يعزز المنتدى مكانة الصحيفة كمنصة فكر مستنير تعزز الحوار وتواكب التطوير، وتعرض آراء مختلفة وتواكب كل ما هو جديد ليصبح ظاهرة تسهم في تثقيف المجتمع وتفتح آفاقه. وعلى مدى عقدين يجمع المنتدى سنوياً قادة رأي وباحثين وصناع قرار لقراءة التحديات واستشراف الفرص، مع التركيز على قضايا محورية تشغل المنطقة والعالم.

قضايا متنوعة

على مدار تسع عشرة دورة، ناقش المنتدى قضايا مثل المشروع النووي الإيراني، الثقافة العربية في عصر العولمة، مستقبل الصحافة العربية، الدين والمجتمع في العالم العربي، العرب والدول المجاورة، وتحديات الربيع العربي، ومسارات التحول العربي، والدولة الوطنية، والإرهاب وتداعياته، والانقلابات الأخيرة والتعاون الخليجي في مكافحة الإرهاب، وصورة الإمارات في الإعلام، ورسالة الإمارات لعالمٍ متسامح، والتنمية الاقتصادية والازدهار الحضاري، واقتصاد المعرفة، وكوب 28، وصولاً إلى ريادة الإمارات في الذكاء الاصطناعي. وتظل الاتحاد ملتزمة بمهنية عالية وتطوير مستمر لتكون منصة فكرية وطنية تعزز الولاء والانتماء وتبث الأمل وتدعم طموحات الأجيال في مواكبة تطلعات القيادة ورؤاها التنموية ومبادراتها العالمية.

مقالات ذات صلة