رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

تجربة في غرفة الإنعاش: كيف تخفّف الموسيقى آلام المرضى بعد الجراحات

شارك

تستخدم الموسيقى كطريقة لتسكين الآلام بعد الجراحة، حيث يشارك الممرض رود سالايساي في وحدة الإنعاش في مستشفى جامعة كاليفورنيا في سان دييغو بتجربة تعتمد الغناء وعزف الألحان على الجيتار للمساعدة في رعاية المرضى.

غالبًا ما يرى الأطباء والممرضون أن المرضى يبتسمون أثناء عزف الموسيقى، وتظهر عليهم علامات ارتياح مع تغيّر في المؤشرات الحيوية مثل انخفاض معدل ضربات القلب وضغط الدم، كما قد تكون الجرعات المطلوبة من المسكنات أقل في بعض الحالات مقارنة بما قبل الموسيقى.

تعزز الموسيقى الاسترخاء وتشتت الانتباه عن الألم، ما يساعد في تقليل الشعور به وتخفيف التوتر والقلق المصاحبين للألم، وتؤثر على تجربة المريض للألم من خلال إشراك الدماغ بشكل كامل أثناء الاستماع، وليس كضوضاء خلفية فحسب.

كيف تؤثر الموسيقى على إدراك الألم

يشرح عالم النفس آدم هانلي أن الألم ناتج عن الإحساس الكلي والفكر وردود الفعل حوله، وقد يشعر شخصان يعانيان من نفس الحالة بمقادير مختلفة من الألم، اعتمادًا على المعالجة العصبية والتجربة اليومية. يمكن أن ينتقل الألم الحاد عبر مستقبلات الألم إلى الدماغ ليكون تجربة فريدة، في حين أن الألم المزمن قد يرتبط بتغيرات بنيوية طويلة الأمد تجعل الإحساس بالألم أكثر عمومًا وحساسية.

يعلم الباحثون أن الموسيقى قادرة على صرف الانتباه وتغيير إدراك الألم، وأن الاستماع إلى الموسيقى المفضلة غالبًا ما يكون أكثر فاعلية من الاستماع إلى مواد صوتية أخرى في تخفيف الألم.

تعمل الموسيقى كعامل تشتيت، إذ تنشط أجزاء كبيرة من الدماغ أثناء الاستماع وتخفف الشعور بالعزلة والقلق المرتبطين بالألم، ما يمنح المريض شعورًا بتحسن عام في التجربة الألمية.

أنواع الموسيقى والاستماع النشط

بدأ مفهوم الموسيقى المسجلة للمساعدة في تخفيف الألم المرتبط بالجراحة منذ أواخر القرن التاسع عشر، والآن يدرس الباحثون كيف تجعل الموسيقى أكثر فاعلية.

أجرت دراسة في جامعة إيراسموس روتردام في هولندا شملت 548 مشاركًا لمعرفة كيف يساعد الاستماع إلى خمسة أنواع من الموسيقى في تحمل الألم الحاد، وهو ما تم قياسه عبر التعرض لدرجات حرارة عالية أو منخفضة. وأظهرت النتائج أن الكلاسيكية والروك والبوب والحضرية والإلكترونية دفعت جميعها إلى انخفاض الإحساس بالألم، مع عدم وجود نوع فائز بشكل واضح؛ فكل نوع أسهم في تقليل الألم بدرجة مختلفة، ويعتمد التأثير على تفضيلات المستمع وشدة الألم وظروفه.

مقالات ذات صلة