رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

لماذا ترتبط الإصابة بهشاشة العظام بالنساء عند الاقتراب من سن الأربعين؟

شارك

يتسلل مرض هشاشة العظام تدريجيًا مع مرور السنوات ليظهر عند اقتراب المرأة من سن الأربعين، مع تغيرات هرمونية وجسدية تجعل العظام أكثر هشاشة وقابلية للكسر.

أسباب التحول الهرموني وتأثيره

من أبرز الأسباب انخفاض مستوى هرمون الإستروجين، الذي يساعد في المحافظة على توازن الكالسيوم في العظام. مع اقتراب سن اليأس، يقل إنتاج هذا الهرمون تدريجيًا، مما يسرع فقدان الكتلة العظمية خاصة في السنوات الأولى بعد انتهاء الدورة الشهرية.

تشير التقديرات إلى أن المرأة قد تفقد نحو ربع قوة عظمي خلال العقد الأول بعد انقطاع الدورة، وهو رقم يفسر زيادة الكسور في هذه الفئة العمرية.

البنية العظمية الأنثوية

من الناحية التشريحية، عظام النساء عادةً أصغر وأقل كثافة من عظام الرجال، وهذا يجعلها أكثر عرضة للتآكل مع مرور الوقت. النحافة تزيد من الخطر لأن المعادن المخزنة في العظام تكون أقل لدى هذه الفئة.

لذلك ينصح الأطباء بممارسة تمارين تحمل الوزن مثل المشي السريع أو الرقص أو رفع الأثقال الخفيفة، إضافة إلى تناول أطعمة غنية بالكالسيوم منذ سن مبكرة.

الحمل والرضاعة: مرحلة تستنزف الكالسيوم

خلال الحمل، يستخدم الجنين جزءًا من معادن العظام للأطوار البنيوية، خصوصاً الكالسيوم والفوسفور. إذا لم تحصل الأم على كمية كافية من هذه المعادن في غذائها، يسحبها الجسم من العظام. وتتكرر الحالة أثناء الرضاعة، مع أن الجسم عادةً ما يعيد التوازن بعد الولادة، إلا أن تكرار الحمل أو نقص التغذية قد يترك أثرًا طويل الأمد على صلابة العظام.

العمر والتأثير في الكثافة العظمية

يرتبط طول عمر النساء بمدة أكبر لعرض العظام لفقدان مستمر للكثافة. وتُقدَّر نسبة التراجع السنوي في كتلة العظام بعد الخمسين بنحو 2-3%، ما يجعل العمر نفسه عامل خطر للإصابة بالكسور، خصوصًا في الورك والعمود الفقري.

نمط الحياة والوقاية

تلعب العادات اليومية دورًا في صحة العظام. قلة الحركة، التدخين، أو الاعتماد على غذاء فقير بالكالسيوم تسهم في تدهور العظام. بالمقابل، يساعد النشاط البدني المنتظم وتناول فيتامين D ومنتجات الألبان والأسماك في تقوية الهيكل العظمي والحد من التآكل.

فحوصات الكشف المبكر

تنصح مراكز أمراض الروماتيزم بإجراء فحص كثافة العظام DXA للنساء بعد سن الخمسين، أو بدءاً من سن الخامسة والثلاثين إذا وجدت عوامل خطر مثل التاريخ العائلي أو اضطرابات الغدة الدرقية أو انخفاض النشاط البدني. هذا الفحص غير مؤلم ويكشف مبكرًا عن تراجع الكثافة، مما يسمح بالتدخل مبكرًا سواء بالعلاج أو بتعديلات نمط الحياة.

عوامل إضافية تزيد من القابلية للإصابة

من العوامل التي تزيد الخطر وجود انخفاض في الوزن، أو اضطرابات في الغدة الدرقية، أو تاريخ عائلي للإصابة بهشاشة، إضافة إلى أمراض مزمنة مثل السكري أو اضطرابات الأكل.

مقالات ذات صلة