يبدأ مرض الزهايمر بعلامات غامضة تتسلل إلى حياة الإنسان تدريجيًا، وقد تظهر إشاراته قبل التشخيص الرسمي بعقود تقارب 18 عامًا، وهو ما أكده خبراء الأعصاب.
تشهد علوم الأعصاب خلال نصف القرن الأخير تحوّلًا في الفهم؛ فلم يعد الخَرَف علامة على الشيخوخة الطبيعية، بل هو مجموعة أمراض دماغية تؤثر في الذاكرة والتفكير والسلوك وتستلزم تقييمًا دقيقًا وتدخلًا مبكرًا.
ويشير الدكتور بيتر رابينز إلى أن نحو ربع من تجاوزوا سن 65 يعانون من مؤشرات ضعف إدراكي بسيط، وقد تتحسن حالتهم غالبًا خلال عام عند معالجة العوامل المؤثرة.
تحول في فهم الزهايمر
وفي العقود الأخيرة أبرزت الدراسات أن الزهايمر ليس مجرد نتيجة للشيخوخة بل مرض دماغي مستقل يمكن اكتشافه مبكرًا من خلال ملاحظات دقيقة في الذاكرة والسلوك وتنظيم الحياة اليومية.
اختبار بسيط للكشف المبكر
طور الدكتور رابينز اختبارًا بسيطًا من عشرة أسئلة يمكنه كشف العلامات المبكرة في دقيقة واحدة.
يتناول الاختبار أسئلة حول صعوبة تذكر أسماء الأشخاص المقربين، وفقدان المواعيد المهمة، وصعوبة أداء مهام كنت تتقنها مثل إدارة الأموال أو الطهي أو استخدام الأجهزة المنزلية، وصعوبة تنظيم وتتابع الخطوات اليومية.
كما يقيّم التأثيرات الدوائية، فبعض الأدوية المضادّة للكولين قد تسبّب تدهورًا إدراكيًا مؤقتًا وتختفي الأعراض غالبًا عند تقليل الجرعة أو إيقافها تحت إشراف الطبيب.
وتظهر تغيّرات في الشخصية والمزاج، فبعض الأشخاص يصيرون أكثر عبوسًا أو تساهلًا، وهذا قد يعكس تغيرات دماغية لا مجرد تقلبات عمرية.
تزداد القلق حول الذاكرة والقدرات الإدراكية، ويبدأ بعض المرضى بالانسحاب من الأنشطة الاجتماعية أو الخوف من السفر أو التفاعل.
ملاحظات الأسرة وأهميتها في التشخيص المبكر
غالبًا ما يكون المحيطون أول من يلاحظ تغيّر السلوك أو القدرات دون وعي من المصاب، لذلك تعتمد الصورة التشخيصية بشكل كبير على ملاحظات الأسرة وبدء العلاج مبكرًا.
لا تعني الإصابة بالزهايمر نهاية الحياة؛ يعيش كثيرون نحو عشر سنوات أو أكثر بعد ظهور الأعراض الأولى، ويمكن تحسين نوعية الحياة بالعلاج المبكر والدعم الأسري والمتابعة المنتظمة.
ويوجه الخبراء إلى التركيز على نقاط القوة المتبقية للمريض، فذلك يساعد في إيجاد سبل لتحسين حياة الجميع.
