ماذا يقول العلم عن الغضب والجينات
يكشف بحث جيني واسع النطاق شملت أكثر من 8700 بالغ أن بعض العلامات الجينية ترتبط بارتفاع درجات الغضب وشدته عند الاستفزاز، وهو ما يشير إلى مدى الاستعداد للرد بعنف في مواقف معينة. ومع ذلك لا يعني ذلك أن الغضب محصور في الجينات، فالعوامل البيئة تلعب دوراً رئيسياً في التعبير عنه.
تظهر النتائج أن حوالي ثلث الاختلافات في التحكم بالغضب والتعبير عنه قد تكون وراثية، بينما البقية تتشكل من خلال التجارب الحياتية والسلوك المكتسب ومهارات التأقلم. وقد ربطت الدراسات الجينومية مناطق جينية معينة بردود فعل تجاه الغضب.
كيف تؤثر البيئة الأسرية على الغضب
قد تنشئ الجينات استعدادًا، لكن البيئة الأسرية تحدد كيفية تطور الغضب غالبًا. قد يتعلم الأطفال الذين ينشأون في منازل يغلب فيها الصراع والصراخ تقليد ما يرونه. إذا عبر الآباء عن إحباطهم بعنف، فقد يكرر الأطفال هذا النمط، بينما يخفف المنزل الهادئ والداعم من خطر التطور الغضبي الوراثي.
تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين لديهم حساسية وراثية للغضب يتصرفون بشكل أفضل عندما ينشأون في بيئات داعمة، وهذا يؤكد أن البيئة يمكن أن تعزز أو تخفف من حدة هذه الميل الوراثي.
مقدار الغضب الموروث مقابل المكتسب
يُفسر جزء من الغضب وراثيًا، إذ يبدو أن ما بين 25 و35 في المئة من سمات الغضب موروثة، بينما تتشكل الغالبية نحو 65 في المئة من خلال تجارب الحياة والسلوك المكتسب ومهارات التأقلم والضبط الذاتي. تحدد الجينات مدى احتمال الانفعال، لكن خياراتك اليومية ونمط حياتك يحددان مدى قوة غضبك.
علامات تشير إلى أن الغضب قد يكون وراثيًا في عائلتك
قد تشير علامات مثل الغضب بسبب محفزات بسيطة، وتزايد الخلافات العائلية بسرعة، وظهور الغضب بشكل تلقائي مع وجود فرص قليلة للتوقف، وتكرار أنماط الغضب لدى الوالدين أو الأشقاء أو الأجداد، وصعوبة التخلص من الضغائن أو التهدئة بعد الصراع إلى وجود صلة وراثية في العائلة.
طرق عملية لإدارة الغضب الموروث
حتى لو بدا الغضب متأصلاً في العائلة، يمكن التحكم فيه. اتبع استراتيجيات مثل التوقف الواعي عند المحفزات، والبحث عن منافذ صحية كالنشاط البدني والكتابة والتعبير الإبداعي، واللجوء إلى العلاج السلوكي لتعديل أنماط التفكير، وتكون قدوة في الردود الهادئة وتحل النزاعات بشكل بنّاء. كما يساعد تنظيم التوتر من خلال نظام غذائي متوازن وتقنيات الاسترخاء في تقليل الانفعال. تعرف على محفزاتك وخطط لاستجابات صحية للمواقف المثيرة للغضب.
هل يمكن أن يورث الغضب؟ نعم، لكنه جزئي فقط. قد تولد الجينات ميلًا للانفعال، لكن البيئة والسلوك المكتسب والعادات الشخصية لها وزن مساوى أو أكبر. الخبر السار أنك لست مقيدًا بجيناتك، فالمعرفة والالتزام باستراتيجيات صحية تمكنك من كسر أنماط الغضب العائلية، فالتصرفات تحدد الطريقة التي تستجيب بها.