رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

ما الذي يحدث لجسمك عند اتباع رجيم الكيتو؟

شارك

ما هو رجيم الكيتو؟

اتجهت الأنظار عالميًا نحو رجيم الكيتو بسبب قدرته على إنقاص الوزن بسرعة وتحسين التحكم في نسبة السكر في الدم. عندما تقلل الكربوهارات وتزيد الدهون، يدخل الجسم في حالة الكيتوزية ليصبح الدهون المصدر الأساسي للطاقة. يحقق النظام على المدى القصير فقدان وزن ملحوظ، لكنه يثير مخاوف بشأن آثاره طويلة المدى وتوازن الدهون والجلوكوز في الدم.

إنفلونزا الكيتو وأعراضها

تظهر أعراض التحول إلى الاعتماد على الدهون خلال الأيام الأولى وتسمى إنفلونزا الكيتو. تشمل الأعراض الصداع والغثيان والتعب وتقلب المزاج والدوار. وتنتج هذه الأعراض عن التكيف الفيزيولوجي للجسم مع مصدر الطاقة الجديد، كما قد يتسبب انخفاض الكربوهيدرات في فقد الماء والإلكتروليتات في زيادة حدة الأعراض، ما يجعل الفترة الأولى أصعب على التحمل. ينصح بالانتقال تدريجيًا من تقليل الكربوهيدرات مع شرب كميات كافية من الماء وتناول أطعمة غنية بالمعادن مثل الخضراوات الورقية والأفوكادو والمكسرات لإعادة توازن الأملاح وتقليل الأعراض.

الكيتو والكلى

يرتفع مستوى الحموضة في الجسم عندما تعتمد الحمية على الدهون والبروتينات، ما يجعل الكلى تبذل جهدًا للحفاظ على التوازن وتزداد فرص تكون حصوات الكلى مع مرور الوقت. كما أن ارتفاع الحمضية قد يرهق الكلى ويرفع العبء عليها. يلاحظ أن لمن لديهم تاريخ من حصوات الكلى أو أمراض كلوية يجب إجراء فحوصات دورية ومراقبة التحاليل بشكل منتظم قبل البدء وأثناءه. من المهم استشارة الطبيب قبل البدء وإبلاغه بأي مشاكل كلوية سابقة.

الجهاز الهضمي والتغذية

يؤدي التقييد الشديد للكربوهيدرات إلى انخفاض في الألياف الضرورية لصحة الجهاز الهضمي وبكتيريا الأمعاء، ما قد يسبب الإمساك ونقص في بعض الفيتامينات والمعادن. لذلك من المهم إدراج خضراوات غنية بالألياف ومخفضة الكربوهيدرات مثل السبانخ والبروكلي والقرنبيط والكوسا، وقد يحتاج البعض إلى مكملات غذائية لتعويض الفيتامينات المفقودة وتجنب نقص المناعة والطاقة على المدى الطويل.

التغيرات الأيضية والمخاطر طويلة المدى

تكشف الأبحاث أن الاستمرار في الكيتو لفترة طويلة قد يخل بتوازن التمثيل الغذائي ويزيد مخاطر اضطرابات الدهون والجلوكوز في الدم، كما أن الحفاظ على حالة كيتونية صارمة قد يكون بعيد المنال للكثيرين ويؤدي إلى العودة إلى تناول الكربوهيدرات بشكل مفاجئ، ما قد يزعزع الاستقرار الصحي. من هذا المنطلق، يجب إجراء أي تغييرات غذائية كيتوجينية تحت إشراف طبي، لا سيما لمن يستخدمون الكيتو في إدارة السمنة أو السكري من النوع الثاني، وذلك لتجنب تقلبات سكر الدم والطاقة لاحقًا.

تظل الفوائد السريعة مقابل المخاطر الطويلة موضوع نقاش، وتشير الدلائل إلى أن الاتزان في الترطيب والتغذية وتقييم الصحة بشكل دوري هو أمر حاسم قبل اعتماد هذه الحمية كخطة صحية مستدامة.

إرشادات السلامة والنهج المتزن

أثناء التفكير في الكيتو، من المهم وضع خطة تشمل تقليل الكربوهيدرات تدريجيًا، ضمان شرب كميات كافية من الماء، وتناول مصادر المعادن والفيتامينات من الخضروات منخفضة الكربوهيدرات، وربما اللجوء إلى مكملات بحسب الاحتياج والتوجيهات الطبية. كما يجب فحص التاريخ الصحي ومستوى وظائف الكلى والكبد والدم والبول بشكل دوري لضمان اكتشاف أية علامات مبكرة لمضاعفات، والتأكد من أن اتباع النظام مناسب لحالة الشخص الصحية والمرضية.

مقالات ذات صلة