رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

داء السكر من النوع الثانى يبدأ من الأمعاء.. تعرف كيف تحمي نفسك

شارك

يزود ميكروبيوم الأمعاء الجسم بالعناصر الغذائية وعمليات الأيض في الأمعاء، وهو يلعب دورًا مهمًا في تحسين الهضم وبناء المناعة والصحة العامة، وتُظهر علاقة قوية بين توازن هذا المجتمع الميكروبي وخطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري من النوع الثاني.

وتشير مؤشرات علمية إلى أن وجود أنواع محددة من البكتيريا والفيروسات المعوية يمكن أن يؤثر في تنظيم مستويات السكر في الدم وحساسية الأنسولين والالتهابات، في حين أن وجود ميكروبيوم معوي متوازن يعزز الهضم ويدعم المناعة ويساعد على صحة طويلة الأمد إذا اعتمد النظام الغذائي ونمط الحياة الصحي.

وقد يغير العاثيات التي تصيب البكتيريا في الأمعاء طريقة عمل هذه الكائنات الدقيقة، وتدل النتائج البحثية على أن تغيّرات ميكروبيوم الأمعاء قد تظهر قبل تشخيص السكري من النوع الثاني، مما يشير إلى إمكانية استخدام بصماته كإشارة تحذيرية مبكرة للوقاية.

وبالتالي فإن الحفاظ على ميكروبيوم معوي متوازن ومتنوّع من خلال الغذاء ونمط الحياة والخيارات البروبيوتيكية يمكن أن يقلل من المخاطر ويعزز الهضم والمناعة والقدرة على تحمل التحديات الصحية على المدى الطويل.

العلاقة بين صحة الأمعاء وخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني

يلعب وجود ميكروبات الأمعاء دوراً في كيفية تأثير العوامل الوراثية والتغذية ونمط الحياة على إدارة سكر الدم، إذ يمكن لهذه الميكروبات أن تؤثر على طريقة معالجة الدهون والسكر في الجسم ما يؤدي إلى زيادة أو انخفاض خطر الإصابة بالسكري.

وقد أظهرت دراسات عالمية أن سلالات بكتيرية معينة ترتبط بتغيرات في استقلاب الغذاء، وهو ما قد يفسر وجود ارتباط بين زيادة الوزن ومقاومة الأنسولين لدى بعض الأفراد، كما أن أنواعاً من الأحماض الأمينية المتفرعة السلسلة قد ترتفع في الدم وتكون مرتبطة بمراحل السكري والمقاومة للإنسولين.

ومن جهة أخرى، توجد عاثيات، وهي فيروسات تصيب البكتيريا، يمكن أن تغير وظيفة البكتيريا وتديرها، وتظهر بيانات أن تغيّرات في ميكروبيوم الأمعاء قد تسبق الإصابة بالسكري وتظهر ببصمات مشابهة لدى المصابين حديثاً، مما يجعل الميكروبيوم علامة تحذيرية مبكرة للمرض.

الأطعمة التي يجب تضمينها وتجنبها للحصول على ميكروبيوم معوي صحي

الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الحبوب الكاملة والبقوليات والفواكه والخضراوات، تعزز نمو البكتيريا المفيدة وتحسن صحة الأمعاء وتدعم تحمل الجلوكوز وتقلل الالتهاب العام.

الأطعمة المخمرة مثل الزبادي والملفوف المخلل والمنتجات المخمرة الأخرى ترفع عدد البكتيريا المفيدة وتدعم الهضم وصحة الأمعاء.

الأطعمة التي تحتوي على بوليفينولات، مثل التوت والمكسرات والبذور وزيت الزيتون، تعزز تنوع الميكروبيوم وتقلل الالتهاب وتحسن وظائف الأيض.

أحماض أوميغا-3 الدهنية الموجودة في الأسماك الدهنية كالسلمون والماكريل والسردين تدعم صحة الأمعاء وتقلل الالتهابات وتحسن حساسية الأنسولين.

أما العادات الضارة للميكروبيوم فتشمل أنظمة غذائية غنية بالدهون المشبعة وتحتوي على نسب عالية من السكر المضاف والمواد الكيميائية في الأطعمة المعالجة، والتي يمكن أن تضر بالبكتيريا المعوية وتؤثر سلباً على التمثيل الغذائي.

كما أن الأنظمة الغذائية منخفضة الألياف تقلل من أعداد البكتيريا المفيدة وتضعف تحمل الجلوكوز وتزيد مخاطر الإصابة بالسكري.

عادات نمط الحياة لدعم صحة الأمعاء

التوازن الغذائي يشمل تناول مجموعة واسعة من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، وهو ما يغذي البكتيريا المفيدة في الأمعاء ويدعم صحتها.

يمكن أن تسهم البروبيوتيك والأطعمة المخمرة في زيادة وجود البكتيريا المفيدة في الأمعاء وتحسين صحة الأمعاء بشكل عام.

ممارسة الرياضة بانتظام أثبتت قدرتها على دعم تنوع ميكروبيوم الأمعاء وتحسين وظائف الأيض والتوازن العام للصحة.

كما يساعد تجنب استخدام المضادات الحيوية بشكل غير ضروري في الحفاظ على توازن البكتيريا المعوية وتفادي اختلال المجتمع الميكروبي.

مقالات ذات صلة