رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

لو ابنك مدمن للهاتف المحمول.. حيل نفسية سهلة لتساعدك في علاجه

شارك

العصر الذي نعيش فيه وتأثير الشاشات على الأطفال

أصبح تعامل الطفل مع الهاتف أمراً واقعاً، ما أدى إلى ادمان بعض الأطفال للهواتف وتقليل قدرتهم على الصبر والتركيز وزيادة تقلباتهم المزاجية.

تشير تقارير علمية إلى أن الدماغ في مرحلة الطفولة يتأثر بقوة بالمحفزات الرقمية السريعة، فالشاشات تفعّل دوائر المكافأة في الدماغ بطريقة تشبه تأثير المواد المنشطة، ما يجعل الطفل أسير نمط من الإثارة اللحظية ويضعف قدرته على الصبر والتركيز.

العمر المناسب لاستخدام الهاتف

يؤكد الدكتور عادل سلطان أن الخطر الحقيقي في علاقة الأطفال بالهواتف لا يبدأ من وقت الاستخدام بل من الطريقة التي يُقدَّم بها الهاتف للطفل عند أول مرة، فحين يُعامل الهاتف كوسيلة تهدئة دائمة يتحول إلى ملاذ نفسي لا يستطيع الطفل الانفصال عنه، أما إذا استُخدم كأداة تعلم وتواصل ذات أهداف محدودة فإن احتمالات الإدمان تقل بدرجة كبيرة.

توضح النتائج أن منح الهاتف قبل عمر مبكر يحمل مخاطر واضحة، أما البدء بشكل جماعي في إطار عائلي وتوجيه يمكّن من التحكم في الاستخدام فالأفضل، مع زيادة الحرية تدريجيًا وفق التزام الطفل وحدوده.

يؤكد أن عمر الطفل ليس معياراً ثابتاً، ولا توجد قاعدة رقمية جاهزة للجاهزية، فالتصرف الصحيح يعتمد على النضج والتربية والبيئة. فالسؤال ليس متى نعطي الطفل هاتفاً، بل هل نضج ليستخدمه دون أن يُدمنه.

أضرار الإدمان على الهاتف

تزداد الأضرار الإدراكية والحسية والسلوكية والاجتماعية والدراسية، ويضطرب تنظيم يوم الطفل ونومه ومواعيده وصحته، كما تؤثر الشاشات على صحة النظر والصحة العامة.

كيف يتعامل الأهل مع الطفل المدمن للشاشات؟

يُلاحظ أن انفعال الطفل عند منعه من الهاتف لا يعكس سيئاً في الأخلاق، بل هو تعبير عن انسحاب من عادة تهدئه، لذا يجب التعامل معه بهدوء واحتواء وتجنّب العنف أو التوبيخ الشديد لأنها تزيد من تمسّكه بالجهاز كملاذ.

يُفضل خلق بدائل حقيقية توفر للطفل المتعة والتفاعل الواقعي، مثل اللعب الحر في الهواء والأنشطة العائلية، مع توفير بيئة آمنة تشجع على التواصل والتعاون.

ينصح بخلق بيئة منزلية هادئة وتقليل الاعتماد على الأجهزة، وعدم إشعار الطفل بالعقاب القاسي عند وجود إدمان، فذلك قد يعزز اللجوء إلى الجهاز كوسيلة للهروب.

خطوات علاجية واقعية داخل البيت

تحدث مع الطفل بهدوء واحتواء عن أضرار الهاتف.

قلل الوقت الذي يقضيه أمام الشاشة تدريجيًا بمعدل نصف ساعة إلى نصف ساعة ونصف يوميًا بدل المنع الفوري.

وفر بدائل ونشاطات جيدة تشغل الطفل وتعيد له المتعة والتفاعل الواقعي.

ضع مواعيد خروج ونزهة ومذاكرة ونوم خالية من الأجهزة تماماً.

احرص على عدم استخدام الأهل للهواتف أمام الطفل وإغلاق إشعارات الهاتف داخل المنزل لخلق بيئة هادئة.

شارك الطفل في وضع القواعد التي يلتزم بها الجميع حتى يشعر بالمسؤولية لا بالتقييد.

قسِّم وقت الطفل بين الترفيه والجد ليشعر بالتنوع وعدم الملل.

راقب استخدام الأجهزة خارج وجود الأهل واصطحبه للنزهات العائلية عندما يكون ذلك ممكنًا.

استمعوا جيداً لطفلكم فبهذه الطريقة يشعر أنه ليس بحاجة إلى شاشة ليعبر عن نفسه ويجد القبول.

مقالات ذات صلة