رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

76.4 مليار جالون من مياه محلاة في دبي خلال النصف الأول من 2025

شارك

أعلنت الهيئة عن وصول إجمالي حجم المياه المحلاة التي أنتجتها خلال النصف الأول من عام 2025 إلى 76.39 مليار جالون، بزيادة قدرها 7.17% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، وذلك استجابة لارتفاع الطلب ومواكبة نمو دبي غير المسبوق.

إنتاج 2024 والطلب المستدام

وأوضحت التصريحات أن إنتاج الهيئة من المياه المحلاة في عام 2024 بلغ رقماً قياسياً قدره 150.48 مليار جالون، بزيادة 5.0% مقارنة بالعام السابق، وبلغ الطلب الذروي على المياه المحلاة 455 مليون جالون يومياً، بزيادة 4.92% مقارنة بعام 2023.

ولدى نهاية عام 2024 كان لدى هيئة كهرباء ومياه دبي 1,270,285 حساب متعامل، حيث ازداد عدد حسابات المتعاملين بمقدار 58,810 خلال العام بنسبة نمو قدرها 4.85% مقارنة بالعام السابق.

الرؤية والاستدامة والقدرات الإنتاجية

وأشارت الهيئة إلى التزامها بتحقيق أهداف استراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي، وتعزيز الأمن المائي من مصادر مستدامة، بما يدعم استراتيجية إدارة الموارد المائية 2030 التي تركّز على تعزيز الموارد واستخدام أحدث التقنيات والحلول المبتكرة. وصلت القدرة الإنتاجية للمياه المحلاة إلى 495 مليون جالون يومياً، منها 68 مليون جالون يومياً باستخدام تقنية التقطير الومضي متعدد المراحل (MSF).

وأوضح سعيد الطاير أن الهيئة تقوم بتحلية المياه كجزء من الإنتاج المشترك للطاقة والمياه باستخدام تقنية التقطير الومضي متعدد المراحل (MSF)، مع الاعتماد أيضاً على تقنية التناضح العكسي لتحلية مياه البحر (SWRO). تمتلك الهيئة 43 وحدة تحلية بتقنية MSF بطاقة إنتاجية تصل إلى 427 مليون جالون يومياً موزعة على 6 محطات (D، E، G، K، L، M)، إضافة إلى 3 وحدات بتقنية التناضح العكسي لتحلية مياه البحر بقدرة إنتاجية تبلغ 68 مليون جالون يومياً.

الجودة والرقابة على المياه

وتضمن الهيئة جودة المياه المحلاة من خلال الفحص المستمر في مراحل التحلية لضمان تزويد المتعاملين بمياه شرب وفق أعلى معايير الجودة والسلامة العالمية. وتُجرى عينات على مدار الساعة من مياه البحر الداخلة لمحطات الإنتاج لفحص الكلور ودرجة العكارة، كما يوجد رصد مستمر لخصائص مثل الحرارة والملوحة وكمية الأوكسجين والأس الهيدروجيني، إضافة إلى نظام دوري لأخذ عينات المياه في المراحل المختلفة من التحلية وتحليل خصائص المياه الداخلة والخارجة حسب المعايير العالمية.

التوجه نحو الطاقة المتجددة وتوفير الطاقة النظيفة

أكد معالي سعيد الطاير أن التوجه نحو استخدام الطاقة المتجددة في تحلية مياه البحر يمثل أولوية وطنية، مع هدف أن تكون 100% من إنتاج دبي للمياه المحلاة عام 2030 مزيجاً من الطاقة النظيفة والحرارة المهدورة، وهو ما يجعل دبي تتجاوز الأهداف العالمية في استخدام الطاقة النظيفة في التحلية.

وتابع: اتجهت الهيئة إلى تطوير محطات تحلية باستخدام تقنية التناضح العكسي لما لها من مزايا لا ترتبط بوحدات إنتاج الطاقة التقليدية، ما يعزز الكفاءة التشغيلية ويرفع الاعتماد على الطاقة النظيفة، إضافة إلى أن محطات RO تستهلك طاقة أقل مقارنة بالتقطير الومضي وتقلل الانبعاثات البيئية.

لدى الهيئة ثلاث محطات لتحلية المياه بتقنية التناضح العكسي بقدرة إنتاجية 68 مليون جالون يومياً، ومن المتوقع أن تصل القدرة الإجمالية لهذه التقنية إلى 308 ملايين جالون يومياً بحلول عام 2030.

مواكبة النمو المستقبلي

قال سعيد الطاير: ستضيف الهيئة 240 مليون جالون يومياً إلى قدرتها الإنتاجية من المياه المحلاة باستخدام تقنية التناضح العكسي بحلول عام 2030، لتصل القدرة الإنتاجية الإجمالية للمياه المحلاة إلى 735 مليون جالون يومياً، وذلك لمواكبة النمو الاقتصادي النوعي الذي تشهده دبي والازدهار العمراني المرتبط بخطة دبي الاقتصادية D33 وخطة دبي الحضرية 2040، إضافة إلى الارتفاع الكبير في عدد السكان وزيادة الطلب على المياه في جميع قطاعات الاستخدام.

وتلتزم الهيئة بمواصلة تقديم خدماتها بنسبة 100% وفق أعلى مستويات الجودة والموثوقية والكفاءة، وبفضل شبكتها الذكية وبنيتها التحتية والتخطيط العلمي، حافظت خلال السنوات الأخيرة على أداء تنافسي عالمي مع انخفاض نسبة الفاقد في شبكة المياه إلى 4.5% وهي من بين الأقل عالمياً.

الأمن المائي والاستدامة الشاملة

أوضح معالي سعيد الطاير أن الأمن المائي أولوية وطنية تسعى الإمارات إلى تحقيقها من خلال استراتيجية الأمن المائي 2036 التي تهدف إلى ضمان استدامة الوصول إلى المياه في الظروف الطبيعية والطوارئ.

تمتلك الهيئة رؤية شاملة لضمان استدامة الموارد المائية تعتمد ثلاث محاور: استخدام الطاقة الشمسية النظيفة في التحلية بتقنية التناضح العكسي التي تستهلك طاقة أقل، وتخزين فائض الإنتاج في أحواض المياه الجوفية واسترجاعه وإعادة ضخه عند الحاجة، مع وجود قدرة إنتاجية من المياه الجوفية للاستخدام الطارئ، إلى جانب الخزانات الكبرى في شبكة النقل لتوفير إمدادات مستقرة تدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في دبي.

خزانات ووظائف الشبكة وتحسين الأداء

وتأتي خزانات المياه التي نفذتها الهيئة ضمن إطار استراتيجيتها لرفع كفاءة واعتمادية شبكات المياه وزيادة التدفق والمخزون الاحتياطي لضمان إمدادات مستمرة تلبي احتياجات النمو في دبي.

وفي ختام ذلك، تؤكد الهيئة أن استراتيجيات تحلية المياه المبتكرة تُبرز كيف يمكن للتكنولوجيا والاستدامة أن يتحدا لمواجهة تحديات المحافظة على الموارد، مع الاستمرار في تحسين الأداء وخفض الكلفة وتأمين الإمدادات بما يخدم حاضر دبي ومستقبلها.

مقالات ذات صلة