رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

ماذا يحدث في لحظة الموت؟ دراسة تجيب

شارك

فهم تجارب الاقتراب من الموت وتفسيراتها العلمية

أوضح بحث أُجري في معهد بكين للعلوم الرياضية والتطبيقات أن تجربة الاقتراب من الموت تنشأ من تغيّرات في طريقة عمل الدماغ أثناء انهياره التدريجي، حيث تتفكك العلاقة بين الإشارات البصرية والجسدية التي تحافظ عادة على الإحساس بالذات، وتتشكل خلفياتنا الثقافية وتُفسَّر التهيؤات الناتجة عن التجربة بحسب السياق الثقافي للشخص.

ولا تشير الدراسة إلى وجود روح منفصلة أو وعي يترك الجسد، بل تبين أن التجربة تنتج من تغيّرات في طريقة عمل الدماغ أثناء توقفه التدريجي، وأن الشكل الهندسي للتجربة يتغير تبعاً لكيفية تقلّص مجال الرؤية مع بداية فشل الدماغ.

صنّف العلماء التجارب إلى أربعة أشكال هندسية: الشكل A يصف مشهداً ضيقاً يشبه النفق نتيجة انخفاض تدفق الدم، والشكلان B وC يظهران كمنطقتين بيضويتين أو مقوّستين عندما يفقد الدماغ جزءاً من الرؤية، أما الشكل C5 فهو تجربة غامرة داخل حيّز بيضوي مغلق تماماً (360 درجة).

أشار الفريق إلى أن المشاركين ينتقلون تدريجياً من الشكل A إلى الشكل C5 مع تطور التجربة، ما يوحي بوجود تفسير فسيولوجي مشترك وراءها.

أجريت مقابلات مع 48 شخصاً مرّوا بتجارب الاقتراب من الموت، وكشفت شهاداتهم عن تنوّع شديد بين رؤى دينية ومشاهد غريبة تشبه أفلام الخيال العلمي.

وصف بعض الشهادات رؤية غير دينية أيضاً، مثل رؤية مصفوفة ضخمة من النقاط المتصلة في أبعاد متعددة، حيث قال أحد المشاركين إنه يشعر بأنه إذا دخلت تلك المصفوفة يمكنه الانتقال إلى أي مكان في الكون بمجرد التفكير فيه.

وقال مشارك آخر إنه رأى ثقباً أسود، لكن النور المحيط به كان ساطعاً لدرجة يخفي الألوان.

وفي دراسة سابقة، تبين أن المرضى قد يسمعون ما يُقال لهم عند الاحتضار حتى وإن كان المريض فاقداً للوعي، فتبقى حاسة السمع فعالة.

ركزت هذه الدراسة في جامعة كولومبيا البريطانية على المرضى الذين ينتقلون من الحياة إلى الموت، وليسوا في الغيبوبة، وقيس نشاط الدماغ باستخدام قبعة تحتوي على 64 مستشعراً وتحديد إشارات الدماغ استجابة لتغيّرات في اللون عبر سلسلة نغمات لشابة وصحية، ثم كرر الاختبار على عدد محدود من المرضى.

وقارن الباحثون الإشارات أثناء وجود المريض في حالة استجابة وعدم استجابة، فوجد تشابهاً كبيراً مع نشاط مجموعة تحكم، وأظهر بعض المرضى نشاطاً أدمغياً أكثر تعقيداً بقليل.

ولا يعرف حتى الآن ما إذا كان المريض يفهم ما يسمع أم مجرد يسمعه، وقالت الباحثة إليزابيث بلوندون إن المرضى الذين ينتقلون من الحياة إلى الموت قد يتعرّفون على مقطوعة موسيقية مفضلة لديهم أثناء هذه التجربة.

مقالات ذات صلة