رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

ليس مجرد لعبة… الإفراط في استخدام الشاشات يتحول إلى إدمان خفي

شارك

يعيش الإنسان اليوم داخل دائرة من الشاشات التي لا تنطفئ، من الهواتف الذكية إلى أجهزة الكمبيوتر والتلفاز، ويتواصل مع محيطه عبر وسائل رقمية أكثر من أي وقت مضى.

وجوه متعددة للإدمان الرقمي

ليس الإدمان محصورًا بنوع واحد من الأجهزة أو التطبيقات، بل يمتد إلى الهاتف والإنترنت والألعاب ووسائل التواصل الاجتماعي وحتى التسوق عبر الإنترنت. ينعكس ذلك في أمور قد تبدو ترفيهية لكنها تتحول مع الوقت إلى سلوك قهري يعطّل العمل والعلاقات والنوم.

عند الحديث عن الأرقام

يقضي المستخدم العادي أكثر من سبع ساعات يوميًا أمام الشاشات لأغراض العمل والترفيه معًا، وهذا وقت كافٍ لإحداث تغيّرات سلوكية وبدنية. وترتبط هذه الفترة بمشاكل مثل إجهاد العين وآلام الرقبة والكتفين ومتلازمة رؤية الحاسوب، كما أن الضوء الأزرق يثبط إفراز الميلاتونين المسؤول عن النوم فيسبب الأرق واضطراب الساعة الحيوية.

انعكاسات على المزاج والصحة النفسية

تتزايد احتمالات القلق والاكتئاب مع زيادة وقت الشاشة، خاصة بين المراهقين والنساء، ويعود ذلك إلى حالة “الانفصال الاجتماعي” رغم الاتّصال المستمر بالعالم الرقمي. فالتأثير المستمر للمحتوى يقلل من فرص التفاعل الإنساني الحقيقي ويضعف القدرة على التعبير العاطفي.

القلق الخفي والضغوط الرقمية

يظن كثيرون أن التصفح بعد يوم متعب يساعد في الاسترخاء، لكن الدماغ لا يجد راحة وسط سيل الإشعارات والمحتوى المحفز، ويظهر ما يعرف بالقلق الرقمي: توتر وخوف من فوات شيء مهم أو من التأخر عن مواكبة الأحداث، إضافة إلى انخفاض تقدير الذات نتيجة المقارنات المستمرة عبر الشبكات الاجتماعية.

كيف يمكن كسر الحلقة؟

ينصح باتباع قاعدة 20-20-20: بعد كل 20 دقيقة من استخدام الشاشة، ينظر الشخص إلى شيء يبعد 20 قدمًا لمدة 20 ثانية. كما يساعد تحديد أوقات لاستخدام الهاتف وإيقاف الإشعارات غير الضرورية في استعادة السيطرة على العادات الرقمية. في حالات الإدمان الشديد قد يحتاج الأمر إلى علاج سلوكي معرفي لتعديل أنماط التفكير المرتبطة بالاستخدام المفرط، أو علاج قائم على اليقظة الذهنية لتهدئة الذهن والحضور في اللحظة الراهنة.

عندما تكون العائلة جزءًا من العلاج

يشير الأطباء إلى أن العلاج لا يقتصر على الفرد بل يشمل محيطه الاجتماعي. العلاج الأسري يساعد في تحسين التواصل ووضع حدود واضحة لاستخدام الأجهزة داخل المنزل، كما تمنح جلسات الدعم الجماعي المرضى شعورًا بالفهم والمساندة من أشخاص يواجهون المشكلة نفسها، وهذا يعزز فرص التعافي.

مقالات ذات صلة