رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

ما المقصود بالجلطة المعوية ومضاعفاتها بعد حالة هدى المفتى

شارك

تبيّن أن جلطة الأمعاء ليست مجرد تجربة مرضية عابرة بل بداية رحلة مؤلمة غيّرت ملامح الحياة وصحتها.

روت هدى المفتي أثناء ظهورها في برنامج تلفزيوني أن إصابتها بمضاعفات فيروس كورونا تحولت من حُمّى وعزلة إلى معركة للبقاء على قيد الحياة، إذ ظهرت جلطة مفاجئة في الوريد المسؤول عن تغذية الأمعاء، ومع تأخر العلاج أصيبت الأنسجة بالغرغرينا.

أدى ذلك إلى إجراء جراحة طارئة لاستئصال جزء من الأمعاء الدقيقة، ثم قضت أسابيع في العناية المركزة دون طعام أو شراب، ما سبب فقدان وزن واضح وتزايد التساؤلات حول خطورة الجلطة النادرة.

ما هي جلطة الأمعاء وآلياتها

توضح المصادر الطبية أن جلطة الأمعاء من أخطر حالات الانسداد الدموي في الجسم، وتحدث عندما يتوقف تدفق الدم إلى الأمعاء جزئيًا أو كليًا، وهو ما يُعرف بالخثار المساريقي، وقد تتكوّن في الشرايين أو الأوردة التي تزود الجهاز الهضمي بالأكسجين.

وتتكوّن هذه الجلطات بسبب اضطرابات التخثر الوراثية، أمراض القلب خاصةً الرجفان الأذيني، تليف الكبد، بعض أنواع السرطان، أو بعد عمليات جراحية في البطن، كما تزيد المخاطر لدى النساء اللواتي يستخدمن حبوب منع الحمل لفترات طويلة.

الأعراض والتشخيص

تبدأ الأعراض عادةً بألم شديد ومفاجئ في البطن لا يتناسب مع نتائج الفحص البدني، ويرافقه غثيان أو قيء أو إسهال، مع انتفاخ وتورم في البطن وأحيانًا دم في البراز، إضافة إلى حمى خفيفة وإرهاق عام.

في الحالات المزمنة، يتكرر الألم بعد تناول الطعام مما يفقد الشهية ويؤدي إلى فقدان الوزن مع الوقت، وإذا لم يُتدخل مبكرًا قد يتلف جزء من الأمعاء ويحدث التهاب صفاق حاد.

التشخيص والخطة العلاجية

يعد التشخيص المبكر العامل الأهم لإنقاذ المريض، وتستخدم التصويرات مثل التصوير المقطعي للأوعية لتحديد موضع الانسداد، وتظهر الموجات فوق الصوتية حركة الدم داخل الأوعية، وقد يُجرى التصوير بالرنين المغناطيسي في حالات الاشتباه بوجود جلطة وريدية، وتُجرى فحوصات دم لقياس الالتهاب ونسبة اللاكتات الدالة على نقص الأكسجين في الأنسجة.

تختلف خطوات العلاج حسب نوع الجلطة، لكن القاعدة الأساسية هي استعادة تدفق الدم بسرعة. في الجلطات الوريدية تُعطى مضادات التخثر مثل الهيبارين أو أدوية حديثة فموية لمنع تكون جلطات جديدة، أما في الجلطات الشريانية الحادة فيحتاج المريض إلى إزالة الجلطة جراحيًا أو إذابتها عبر قسطرة موجهة، وفي حال حدوث تلف بالأمعاء فلا مفر من الجراحة لاستئصال الجزء المتضرر ومنع انتشار العدوى. بعد التعافي، يُنصح بالمتابعة مع طبيب الأوعية الدموية وتقييم قابلية الجسم لتكرار الجلطات.

الوقاية والوعي الصحي

لا يجب تجاهل الألم غير المبرر، خصوصًا إذا كان مفاجئًا وحادًا، فالكشف المبكر عن جلطات الأمعاء يمكن أن ينجِّـي الحياة ويمنع مضاعفات قد تصل إلى استئصال الأعضاء أو الوفاة. كما أن الاهتمام بالصحة القلبية وضبط ضغط الدم وتجنب التدخين والحركة المستمرة خطوات بسيطة لكنها جوهرية للوقاية من هذه الحالات النادرة والخطيرة.

مقالات ذات صلة