يعرّف الأرق المتناقض بأنه فئة فرعية من الأرق حيث يؤكد المصابون أنهم ينامون بضع ساعات فقط ليلاً أو يشعرون بأنهم لم يناموا كفاية، بينما تُظهر قياسات النوم أنهم ينامون أكثر من ذلك.
استعرضت الباحثة هانا سكوت تجربة نوم مع متطوعة، حيث جرى توصيلها بأجهزة تقيس نشاط الدماغ وحركة العين ومعدل ضربات القلب ونشاط العضلات.
بعد نحو 30 دقيقة من إغماض المريضة عينيها، أظهرت القياسات علامات النوم بنوع من النوم العميق، ثم استيقظت فجأةً وقالت إنها بحاجة إلى الحمام. ووافقت المشاركة لاحقًا بأنها تشعر بأنها مستيقظة طوال تلك الفترة، بينما أكدت القياسات أنها كانت نائمة تمامًا.
يعني ذلك أن الأرق المتناقض يعكس وجود فرق بين الإحساس بالنوم والواقع الحيوي المسجل بواسطة أجهزة القياس.
ما هو الأرق المتناقض؟
يصف الأرق المتناقض نفسه بأنه جزء من الأرق لا يتوافق عادة مع كمية النوم التي يحصل عليها الشخص؛ فالمصابون قد يقولون إنهم ينامون أقل أو أكثر من اللازم، بينما تُظهر اختبارات النوم أنهم يحصلون على نوم كافٍ أو أكثر من المعتاد.
يُقدّر أن نحو نصف المصابين ينامون أقل من ست ساعات ليلاً، بينما النصف الآخر ينامون أكثر من ست ساعات، وهو ما يضاهي مدة نوم من ينامون جيدًا. لذلك قد لا يكون من السهل التعرّف عليه من خلال الأرقام وحدها.
الأشخاص الأكثر عرضة للأرق المتناقض
قد يظن كثيرون أنهم مستيقظون في المراحل الأولى من النوم، لكن المصابين بالأرق المتناقض يميلون إلى الاعتقاد بأنهم مستيقظون بعد أول ساعتين من النوم، كما أنهم يصفون اليقظة أثناء نوم حركة العين السريع أكثر من الآخرين، بينما يعترف من ينامون جيدًا بأنهم كانوا نائمين بصدق.
أسباب الأرق المتناقض
يحدد خبراء النوم أن النوم يحدث عندما يفقد الإنسان وعيه بالعالم من حوله ويتحول نشاط الدماغ إلى تذبذبات عالية السعة ومنخفضة التردد، وتظهر قراءات النوم. قد تفشل تقنيات المراقبة في التقاط تفاصيل الانتقال بين المراحل أو اللحظات بين النوم واليقظة، فلا تكون الحساسية كافية لالتقاط نشاط دماغ “يشبه اليقظة” يفسر الإحساس باليقظة أثناء النوم. يقترح بعض الخبراء استخدام مصطلح SOSD (التباين الذاتي-الموضوعي في النوم) بدلًا من تسمية الأرق المتناقض.
علاج الأرق المتناقض
يُعد العلاج السلوكي المعرفي للأرق (CBT-I) طريقة فعّالة ومثبتة علميًا لتحسين عادات النوم، ويبدو أنه يساعد أيضًا المصابين باضطراب النوم القهري. في دراسة حديثة، أشارت نتائج إلى أن CBT-I قد لا تكون بنفس الفاعلية لدى بعض حالات الأرق المستمر مقارنةً باضطراب النوم القهري، في حين أظهرت دراسات أخرى أن CBT-I قد يحسن مشاكل النوم المرتبطة بهذا الاضطراب. وتُستخدم أداة تسمّى “القصد المتناقض” لتشجيع الأشخاص على التوقف عن القلق المفرط بشأن النوم وتقبل احتمال عدم تحقيق النوم بسرعة، كطريقة مفيدة للأرق المتناقض.








