رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

رعاية كبار المواطنين واجب إنساني ومجتمعي، وتُعد جودة حياتهم أولوية.

شارك

تشير التقديرات العالمية إلى تضاعف نسبة كبار السن من 12% إلى 22% بين عامي 2015 و2050، وهو ما يعادل نحو 900 مليون شخص فوق سن الستين بحلول منتصف القرن الحالي.

التقديرات العالمية والإماراتية لكبار السن

وترى الدكتورة سلوى السويدي، استشاري الأمراض الباطنية وطب المسنين ورئيسة جمعية الإمارات لطب المسنين، أن هذا التزايد يجعل الاهتمام بكبار السن ضرورة إنسانية ومجتمعية تتطلب برامج دعم متكاملة تضمن لهم جودة حياة كريمة.

وأشارت إلى أن نسبة كبار المواطنين في الإمارات بلغت 6% من إجمالي السكان عام 2017، والمتوقع أن تصل إلى 11% بحلول 2032، موضحة أن معدلات الأعمار في الدولة من الأعلى في الشرق الأوسط بفضل الخدمات الطبية المتقدمة وتحسن مستويات المعيشة والقضاء على معظم الأمراض المعدية المسببة للوفاة.

المشكلات النفسية ومرض الزهايمر

وأوضحت أن أكثر المشكلات النفسية شيوعاً بين كبار السن هو الاكتئاب وخرف الشيخوخة (الزهايمر)، مبينة أن واحداً من كل أربعة كبار سن حول العالم يعاني اضطرابات نفسية مثل القلق أو الخرف، وأن أعداد المصابين من المتوقع أن تتضاعف بحلول 2030، كما أن خرف الشيخوخة هو خلل دماغي يؤدي إلى تدهور الذاكرة والتفكير والسلوك ويؤثر في القدرة على أداء الأنشطة اليومية. وتتوقع إحصاءات مؤسسة الزهايمر ومنظمة الصحة العالمية أن يصل عدد المصابين إلى 65.7 مليون عام 2030 ثم 115 مليون عام 2050.

ولا يوجد حتى الآن علاج نهائي لمرض الزهايمر، لكن العلاجات الدوائية وغير الدوائية تساهم في التخفيف من الأعراض وتحسين جودة الحياة للمصابين وأسرهم، مع الإشارة إلى أن الأعراض الأكثر شيوعاً تشمل فقدان الذاكرة قصيرة الأمد وصعوبات في اللغة والتوهان وتقلب المزاج وفقدان الحماس ومشكلات سلوكية.

أعراض اكتئاب المسنين وطرق العلاج والوقاية

أما أعراض اكتئاب المسنين فهناك سبع علامات رئيسية يجب الانتباه إليها: آلام متزايدة بلا سبب، القلق والمخاوِف، صعوبات في الذاكرة، فقدان الحماس والطاقة، تباطؤ الحركة والكلام، سرعة الانفعال والعصبية، وإهمال العناية الشخصية.

ويعالج الاكتئاب عبر الأدوية أو العلاج النفسي أو المزج بينهما، مع الحذر في وصف الأدوية لهذه الفئة لتجنب الآثار الجانبية. وتؤكد الدكتورة أن الوقاية خير من العلاج، وتوجد ست طرق رئيسية للحفاظ على الصحة النفسية لكبار السن تشمل ممارسة الأنشطة المحببة، المواظبة على التمارين الرياضية بعد استشارة الطبيب، اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، تعزيز التواصل الاجتماعي، تعلم مهارات جديدة، والانخراط في الأعمال التطوعية.

التغذية والدعم الأسري والوقاية من الأمراض

كما تؤكد أهمية بقاء المسن في حضن الأسرة لما له من أثر مباشر في صحته النفسية والجسدية، وتدعو إلى السيطرة على الأمراض المزمنة، والالتزام بالتغذية السليمة والنظافة الشخصية، واتباع وسائل الوقاية من الأمراض المعدية.

رؤية الإمارات للمسنين ومستقبلهم

وترى أن رؤية الإمارات المستقبلية تركز على تعزيز جودة حياة كبار المواطنين كثروة إنسانية وخبرة وطنية لا تقدر بثمن، وتؤكد أن الخطط الوطنية تضع صحتهم ورفاههم ضمن أولوياتها عبر برامج الرعاية الصحية والاجتماعية المتكاملة التي تسعى إلى تمكينهم من العيش باستقلالية وكرامة.

وتضيف أن الاستثمار في صحة كبار المواطنين هو استثمار في مستقبل المجتمع ككل، لأنهم حلقة وصل بين الأجيال ونموذج في العطاء، وتؤكد أن العمر مجرد رقم وأن العطاء لا يتقيد بسن.

مقالات ذات صلة