رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

مروان بن غليطة: بلدية دبي تسير نحو إنشاء “توأم رقمي” شامل للمدينة يشكل نسخة افتراضية حية تتيح محاكاة المستقبل

شارك

اعلن مروان بن غليطة، مدير عام بلدية دبي، تحولاً جذرياً في فلسفة عمل البلدية خلال الـ25 عاماً القادمة، وذلك في كلمته خلال أسبوع مستقبل المدن الذي انطلقت فعالياته اليوم في متحف المستقبل، بحضور نخبة من القادة والخبراء وصنّاع القرار من مختلف أنحاء العالم.

وأكد أن دبي تتجه بثقة لتصبح مدينة المستقبل من خلال ثلاثة تحولات جوهرية في منظومة العمل البلدي، مشيراً إلى أن هذا التحول يعكس الرؤية الاستباقية لقيادة دبي في تصميم مدن الغد وصياغة نموذج عالمي للحوكمة الحضرية المبتكرة والمستدامة.

كما أعلن بن غليطة عن إطلاق خدمة “إشارات المستقبل – مرصد دبي المجتمعي” عبر تطبيق واتساب، لتكون أول خدمة بلدية من نوعها في المنطقة، ودعوة مفتوحة لكل فرد في دبي ليكون شريكاً فاعلاً في استشراف وصناعة مستقبل المدينة.

قصة نجاح

وأضاف أن قصة نجاح دبي عبر العقود لم تقم على الموارد، بل على الرؤية الواعية والاستثمار في الإنسان باعتباره أثمن مورد وأعظم طاقة يمكن البناء عليها، مؤكداً أن “مدن المستقبل لا تُبنى بالإسمنت فقط، بل تُصمَّم بالفكر والمعرفة والتجديد”.

3 تحولات

التحول الأول: من المدينة الذكية إلى المدينة التنبؤية

كشف مروان بن غليطة توجه بلدية دبي لبناء “توأم رقمي” شامل للمدينة، يمثل نسخة افتراضية حية تتيح محاكاة المستقبل واختبار تأثير المشاريع الجديدة على جودة الحياة قبل تنفيذها. يهدف التحول إلى الانتقال من معالجة التحديات بعد وقوعها إلى التنبؤ بها ومنع حدوثها مسبقاً، بما يعزز كفاءة الأداء ويرسخ مفهوم الحوكمة المرنة المعتمدة على البيانات والتوقعات الذكية.

التحول الثاني: من الاستدامة إلى التجديد

أشار إلى ترسيخ مفهوم جديد للاستدامة يقوم على تجديد البيئة وإثرائها لا مجرد الحفاظ عليها. تهدف الاستراتيجية إلى تحويل 100% من النفايات عن مسار الطمر بحلول 2041 ضمن اقتصاد دائري متكامل يعيد تدوير الموارد ويدعم بيئة حضرية صديقة للإنسان والطبيعة. كما تسعى إلى تصميم مبانٍ قابلة للتفكيك وإعادة الاستخدام، في خطوة طموحة نحو مدن مرنة قادرة على التكيّف مع المستقبل.

التحول الثالث: من بناء المرافق إلى تصميم جودة الحياة – “مدينة الـ20 دقيقة”

يركز على مفهوم “مدينة الـ20 دقيقة” الذي يتيح لـ 80% من السكان الوصول إلى احتياجاتهم اليومية سيراً على الأقدام خلال 20 دقيقة فقط. كما ستتضاعف مساحات الحدائق وتزداد الشواطئ العامة، بهدف الارتقاء بتجربة الحياة اليومية للمجتمع. ونقل بن غليطة القول: “نحن لا نبني مرافق وحدائق فقط، بل نهندس السعادة ونصمم تجربة حضرية هي الأفضل في العالم”.

ريادة عالمية

وفي سياق متصل، أشار مدير عام بلدية دبي إلى أن المدينة رسخت مكانتها الريادية عالمياً من خلال قيادتها للحوار الدولي حول حوكمة المدن المستقبلية، وذلك بإطلاق “ميثاق دبي للحوكمة الحضرية الجاهزة للمستقبل” خلال قمة مدن آسيا والمحيط الهادي ومنتدى رؤساء البلديات، التي شاركت فيها بلدية دبي كشريك رسمي. تبنى الميثاق ووقع عليه 150 عمدة يمثلون أكثر من 350 مدينة حول العالم، ليشكل إطار عمل موحداً للحوكمة الحضرية المرنة والمستدامة والمبتكرة، ويعزز مكانة دبي كمدينة للمستقبل تقدم نموذجاً عالمياً يحتذى به في إدارة المدن الذكية.

قال بن غليطة إن “دبي لا تكتفي بالمشاركة في رسم ملامح المستقبل، بل تقوده عبر مبادرات واقعية تؤسس لمعايير جديدة في التخطيط والحوكمة والإبداع الحضري”، مشيراً إلى أن الميثاق يجسد رؤية دبي في تعزيز الشراكات العالمية لمواجهة تحديات المدن الكبرى وتحقيق التنمية المستدامة.

إشارات المستقبل

واختتم مدير عام بلدية دبي كلمته بالإعلان عن إطلاق خدمة “إشارات المستقبل – مرصد دبي المجتمعي” عبر تطبيق واتساب، وهي مبادرة نوعية تهدف إلى إشراك أفراد المجتمع في رصد الاتجاهات واستشراف التحولات المستقبلية في المدينة، ضمن إطار تشاركي يجعل من كل فرد عنصراً فاعلاً في صناعة مستقبل دبي. وأوضح أن الخدمة تمثل قناة مفتوحة وسهلة الاستخدام، تمكّن الجمهور من المساهمة بأفكارهم وملاحظاتهم حول التطورات الحضرية والمجتمعية، مؤكداً أن “المستقبل نصنعه معاً، ودبي تثبت كل يوم أن المشاركة المجتمعية هي طريق الريادة والابتكار”.

مقالات ذات صلة