رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

دراسة حديثة: استخدام الباراسيتامول أثناء الحمل لا يسبب التوحد عند الأطفال

شارك

أعلن فريق من الباحثين في مراجعة شاملة أن جودة المراجعات المتوفرة حول استخدام الباراسيتامول أثناء الحمل تتراوح من منخفضة إلى منخفضة جدًا، وأنه لا يوجد دليل مقنع على ارتباط واضح بين هذا الدواء واحتمال تشخيص الأطفال بالتوحد أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. وأشاروا إلى أن أي ارتباط ظاهر غالبًا ما يُفسر بواسطة عوامل وراثية أو بيئية مشتركة أو عوامل عائلية، وليس بالدَواء نفسه. كما أكّدوا أن النتائج لا ترقى إلى دليل سببي قوي، وأن الحاجة إلى تفسير أكثر دقة تبقى مطروحة.

خلفية المنهج والتقييم

وتضمنت الدراسة تسع مراجعات منهجية شملت 40 دراسة رصدية حول استخدام الباراسيتامول أثناء الحمل والتوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وغيرها من الاضطرابات العصبية لدى الأطفال. ولاحظت جميع المراجعات وجود ارتباط محتمل على الأقل، لكن سبع منها حذّرت من تفسير النتائج دون مراعاة عوامل أخرى. وتضمنت مراجعة واحدة فقط دراستين أخذتا في الاعتبار العوامل الوراثية والعوامل المشتركة الأخرى، وهو ما يشير إلى أن العوامل الوراثية قد تلعب دورًا في النتائج.

التجربة السويدية والعوامل الوراثية

وتطرقت إحدى الدراسات إلى 2.4 مليون طفل سويدي تناولت أمهاتهم الباراسيتامول أثناء الحمل، فوجدت معدلات أعلى بشكل طفيف للتوحد واضطراب فرط الحركة والإعاقة الذهنية. ولكن عند مقارنة الأشقاء الذين تعرضوا للمسكن وأولئك الذين لم يتعرضوا له، اختفى الاختلاف في النتائج. وتشير هذه النتيجة إلى أن العوامل الوراثية للأم أو العوامل البيئية المشتركة قد تفسر هذه الروابط أكثر من الدواء نفسه.

ويوضح الباحثون أن العوامل الوراثية للأم أو الظروف الصحية الكامنة هي المسؤولة عن هذه الروابط بشكل أكبر من الباراسيتامول. ويُعتبر الباراسيتامول الدواء الأكثر أمانًا للاستخدام أثناء الحمل، وقد استُخدم على نطاق واسع لعقود دون دليل على تأثير سلبي واضح على التوحد أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. يُستخدم أيضًا لعلاج الحُمّى أو الألم لدى الأم، مع التنبيه إلى أن ارتفاع الحرارة خلال الحمل غير المعالج قد يشكل خطرًا على الجنين. ولا يُنصح باستخدام مسكنات الألم البديلة مثل الإيبوبروفين أثناء الحمل.

مقالات ذات صلة