أوضحت الدكتورة هالة حماد استشارية الطب النفسي والعلاقات الأسرية أن انفصال الزوجين بعد فترة طويلة من الزواج يكون مؤلمًا على الطرفين وعلى الأطفال. وقالت إن الإعلان العلني عن الطلاق على مواقع التواصل يجعل الألم أعمق ويزيد من الإقصاء وعدم التقدير للعلاقة مع أم الأطفال. وتؤكد أن الأسر تفقد الدعم النفسي اللازم خلال هذه المرحلة وتحتاج إلى تحضير نفسي وتوضيح لما سيحدث في الحياة بعدها.
تأثير الانفصال على نفسية الزوجة
أضافت هالة حماد أن الطلاق على الملأ بدون سابق إنذار يتسبب في شعور الزوجة بالخذلان والخسارة بشكل كبير لأنها لم تتلق تحضيرًا نفسيًا للانفصال. قد يعرضها ذلك لصدمات وتطور أعراض اكتئاب وقلق وخسارة في الثقة بالنفس، وهذا يعزز حاجتها للدعم والمساندة من المحيطين بها. تؤكد كذلك على ضرورة وجود شبكة دعم حولها من العائلة والأصدقاء وتجنب العزلة لمواجهتها بشكل صحي.
أضرار نفسية على الأطفال
أوضحت استشارية الطب النفسي أن عدم التحضير النفسي للأطفال بقرار الانفصال يتسبب في ألم وصدمة مشابهة لصدمة الأم، مما يضعهم في حيرة بين الأم والأب. قد يعبر الأطفال عن الحزن والوحدة ويفقدون الثقة بأنفسهم وبمن حولهم، كما يطرحون أسئلة لم تُجب عليها أثناء غياب الأب من حياتهم. وتؤدي هذه التجربة إلى صراع داخلي يؤثر في سلوكهم وعلاقاتهم وتظهر عليه آثار مثل الانسحاب أو التوتر، مما يستدعي رعاية وتفهّم من الوالدين.
نصائح نفسية مهمة
توضح الدكتورة أن الأب والأم مسؤولان عن توفير الأمن والراحة والصدق والوضوح لأولادهم من خلال اجتماع عائلي يشرح تفاصيل الحياة بعد الانفصال ورؤية الأب والأم معاً بانتظام. وتؤكد ضرورة شرح ما سيحدث وتحديد الروتين المستمر والتوقعات مع الحفاظ على التواصل المفتوح مع الأطفال. وتؤكد أيضًا أهمية دعم الأبناء نفسياً وتوجيههم خلال هذه المرحلة لأنها ما زالت في طور التطور النفسي وتؤثر المفاجأة والصدم على ثقتهم بأنفسهم وبوالديهم والآخرين طول الحياة.
كيف تتجاوز الزوجة الصدمة
تنصح الاستشارية الزوجة التي تتعرض للطلاق المفاجئ بعد زواج طويل بأن تجد الدعم النفسي من أهلها وأصدقائها وتمنح نفسها وقتًا للتعايش مع القرار. وتدعو إلى فهم مراحل ما بعد الانفصال الخمس وهي: الصدمة وعدم التصديق والغضب والاكتئاب والقبول ثم التعايش مع التغيرات، مع الإشارة إلى أن حجم الألم يختلف من شخص لآخر. وتؤكد ضرورة اللجوء إلى الطبيب النفسي إذا استمر الاكتئاب لمدة ستة أشهر أو أكثر وظهرت أعراض شديدة كفقدان الشهية وعدم النوم وفقدان السعادة، ويتم تقييم الحالة حسب الشخصية ونوع المساندة. وتحث على استعادة روتين الحياة قدر الإمكان وملء الوقت بأنشطة مفيدة وتحديد أهداف جديدة تساعد على التكيف.








