رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

اليوم العالمى للسناجل: كيف تتعاملين مع القلق من تأخر الزواج؟

شارك

توضح الباحثة في الصحة النفسية أن المجتمع يبدأ تشكيل نظرة الفرد إلى الزواج منذ الطفولة، حيث يُربَّى كثيرون على أن الزواج المحطة الطبيعية للنجاح الاجتماعي ويُقدَّم كعلامة اكتمال التجربة الحياتية. مع مرور الزمن يتحول صوت المجتمع من التمني إلى التذكير ثم إلى الضغط المباشر. يُشار إلى أن منشورات واحتفالات تتعلق بالعزوبة تعزز مواجهة العزوبة بالارتباط، وتسوّغ فكرة النقص أو الكمال. الحقيقة أن العزوبة قد تكون خياراً أو ظرفاً إنسانيًا لا ينتقص من قيمة الإنسان.

تؤكد الباحثة أن المجتمع الشرقي يرى الزواج معياراً للاستقرار. يتعرض غير المتزوجين لأحكام مسبقة من الشفقة أو تلميحات عائلية، ويجد بعضهم نفسه مضطرًا لتبرير خياراته. غير أن جيل اليوم يعالج العزوبة كمرحلة للنضج واكتشاف الذات ولا يعتبرها علامة فشل. الكثيرون يحوّلون هذه الفترة إلى مساحة للتصالح مع النفس بدل الاحتفال الساخِر.

القلق وتقييم الذات

ويشير الأخصائي النفسي د. محمد مصطفى إلى أن القلق الناتج عن تأخر الزواج ليس مجرد خوف من الوحدة، بل هو مزيج من الضغط الاجتماعي والشعور بالذات. يتعرض الأفراد لسلسلة من الأسئلة والمقارنات من المحيطين، ما يدفعهم للشك في قدراتهم. ويوضح أن هذا القلق لا يخص الزواج وحده بل يعكس مسألة الشعور بالجدارة والقبول وتقدير الذات.

طرق المواجهة والدعم

للحد من هذه القلق يُنصح بمعالجة الأمر على مستوى نفسي وعملي معًا، ويبدأ بتعديل فكرة داخلية تفيد بأن قيمة الإنسان لا تقاس بوضعه العاطفي. يحدد الفرد ما يثير قلقه بالتحديد، هل هو ضغط العائلة أم الخوف من الوحدة أم انخفاض الثقة بالنفس، ثم يعمل بخطوات صغيرة وواضحة لمعالجة كل سبب. ومن ثم يعتمد على دائرة دعم موثوقة من أصدقاء مقربين أو مختص نفسي لمساعدته في تفريغ المشاعر وتعلم أدوات مثل التأمل وتمارين التنفس والتدوين.

كما ينصح بوضع أهداف قابلة للتحقق، مثل تطوير مهارة جديدة أو توسيع شبكة العلاقات أو المشاركة في أنشطة تضيف معنى للحياة وتزيد الإحساس بالإنجاز. وينصح كذلك بتحديد حدود واضحة مع العائلة وشرح الموقف بأسلوب هادئ، مع طلب احترام الخصوصية والقرارات الشخصية. يقلل الشخص من المقارنات ويقلل استخدام مواقع التواصل لتخفيف الضغوط وتحسين جودة العلاقات الواقعية.

إذا استمر القلق بشكل مؤذ، فيُوصى باللجوء إلى علاج نفسي أو الانضمام إلى مجموعات دعم كخيار صحي وفعال. وتتكامل هذه الرعاية مع تبني نمط حياة متوازن يمنح الشخص شعوراً بالسيطرة والإنجاز. وفي النهاية يظل الهدف تعزيز الصحة النفسية والراحة مع الذات بدل الاقتصار على معيار الزواج.

مقالات ذات صلة