رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

انبعاثات مواقع مؤتمرات المناخ تتجاوز المتوسط بعشرة أضعاف

شارك

أظهرت دراسة جديدة أن انبعاثات مواقع المؤتمر الدولي للمناخ تفوق تلك لصفحات الويب العادية بشكل واضح، خصوصاً أثناء انعقاد القمم. وتغطي الدراسة ثلاثين عاماً من COP1 حتى عام 2024، حيث كشفت أن الانبعاثات لكل زيارة ارتفعت بشكل ملحوظ مع مرور الوقت. وكانت الانبعاثات حتى COP14 في 2008 تبلغ 0.02 جرام من ثاني أكسيد الكربون لكل زيارة، بينما من COP15 فصاعداً ارتفعت إلى أكثر من 2.4 جرام لكل زيارة في المتوسط، وتفاوتت الصفحات في مستوى الانبعاثات. كما أظهرت النتائج أن المتوسط العام لانبعاثات صفحة المؤتمر يصل إلى نحو 0.36 جرام من ثاني أكسيد الكربون لكل صفحة.

وإلى ذلك، قالت الدراسة إن الارتفاع يعزى إلى الاعتماد المتزايد على محتوى يتطلب قدرة حوسبة أعلى، مثل الصور عالية الدقة والفيديوهات. وبيّنت النتائج أن COP25 كان الأعلى في المتوسط للانبعاثات لكل صفحة مشاهدة بسبب اعتماد الموقع على وسائط متعددة وروابط ديناميكية. وتوضح التحليلات أن صفحة المؤتمر في COP28 في دبي تضمنت ثلاث مقاطع رئيسية وتقرير حالة متحرك، وهو ما يساهم في زيادة الحمل الحاسوبي.

أرقام رئيسة للبصمة الرقمية

تشير الأرقام الرئيسية إلى أن الانبعاثات ارتفعت بشكل حاد منذ COP15 لتصل إلى أكثر من 2.4 جرام من ثاني أكسيد الكربون لكل زيارة، بينما بلغ المتوسط العام لانبعاثات صفحة المؤتمر نحو 0.36 جراماً من ثاني أكسيد الكربون. وفي حين ظل أداء بعض المؤتمرات في حدود منخفضة قبل COP14، فإن التباين في الأعداد يظهر أن المحتوى الديناميكي يعزز الناتج الكربوني. وتؤكد هذه الأرقام أن البصمة الرقمية لمواقع المؤتمرات تبقى أعلى من متوسط صفحة الويب العادية بحسب القياس.

وتوضح النتائج أن استخدام أرشيف الويب كان أساسياً في بناء الصورة التاريخية للبصمة الرقمية على مدى 30 عاماً، ما مكن الباحثين من مقارنة فترات زمنية طويلة وتحديد الاتجاهات. كما أشار الفريق إلى أن هذه الأنماط تكشف عن نقطة عمياء لدى بعض المؤسسات المناخية وتتيح وضع خطوات عملية للحد من الانبعاثات الرقمية. وتؤكد الدراسة أن معالجة أثر تواجد المناخ الرقمي جزء مهم من تعزيز الاستدامة في نقاشات المناخ ومُكوّن عملي في السياسات الرقمية للمؤتمرات.

طرق لتقليل الانبعاثات الرقمية

اقترحت الدراسة إجراءات عملية للحد من هذه البصمة، منها فرض قيود صارمة على أحجام الصفحات وتحسين التصميم واستضافة المواقع على خوادم تعمل بالطاقة المتجددة. كما أوصت بتقليل الاعتماد على المحتوى الديناميكي والوسائط الثقيلة وتبني تقنيات لضغط المحتوى وتحديثه بشكل أكثر كفاءة. وأكدت أيضاً ضرورة اعتماد مؤسسات المناخ على بنى تحتية رقمية مستدامة تقلل من استهلاك الطاقة وتخفض الانبعاثات المرتبطة بتواجدها الرقمي.

تشير النتائج إلى أن النقاش الدولي حول تغير المناخ ينبغي أن يحسب الأثر الرقمي للمؤتمرات كجزء من السياسات البيئية للمفاوضات. وتؤكد أن العمل على تقليل الانبعاثات من مواقع المؤتمر يمكن أن يسهم في خفض البصمة الكلية للنشاطات المناخية. وتدعو الباحثون المنظمات إلى تبنّي إجراءات رقمية مسؤولة كجزء من استدامة مداولات المناخ.

مقالات ذات صلة