تشير المصادر الصحية إلى أن الشعور المستمر بالبرد خلال الشتاء أو الحساسية الشديدة تجاه درجات الحرارة المنخفضة قد يكون علامة على وجود أمراض كامنة. وتُذكر أن من بين هذه الحالات فقر الدم وقصور الغدة الدرقية وضعف الدورة الدموية. كما قد يسهم الجفاف ونقص النوم في زيادة الإحساس بالبرد وتفاقم الأعراض. وتؤكد التقييمات الطبية ضرورة التمييز بين البرودة الطبيعية وأثر مشكلة صحية تستدعي علاجاً.
أسباب مرضية محتملة
يُعد فقدان الشهية العصبي أحد الأسباب المرضية المحتملة للشعور بالبرد المستمر. يعرّف الاضطراب بأنه خوف من زيادة الوزن يؤدي إلى اتباع حمية قاسية وممارسة مبالغ فيها للرياضة، ما يسبب نقصاً في الوزن وكتلة عضلية ضعيفة. وهذا النقص يجعل الجسم أكثر حساسية لدرجات الحرارة الباردة. وتظهر أعراض مثل الاكتئاب وجفاف الفم والجلد وتغير اللون وضعف الذاكرة كدلائل على وجود اضطراب يحتاج إلى متابعة طبية.
تشير حالات سكر الدم إلى وجود صلة محتملة بالشعور بالبرد عند وجود الاعتلال العصبي الطرفي الناجم عن ارتفاع السكر أو انخفاضه. فالاعتلال العصبي الطرفي يسبب خدرًا وألمًا في الأطراف، وهو ما يؤثر في الإشارات التي ترسلها الأعصاب إلى الدماغ حول الشعور بدرجة الحرارة. كما أن انخفاض سكر الدم قد يؤدي إلى ارتباك وضعف وعدم وضوح الرؤية في بعض الحالات نتيجة خلل الإشارات الحسية.
يُعد الجفاف سبباً آخر يرفع احتمال الشعور بالبرد، فالجسم يحتاج إلى الماء لتنظيم الحرارة بشكل صحيح. عند رطوبة الجسم الكافية يعمل الماء على الاحتفاظ بالحرارة وإطلاقها بشكل متوازن، بينما يؤدي نقص الماء إلى زيادة حساسية الجسم للبرد. وتظهر علامات الجفاف مثل الارتباك والدوخة وجفاف الفم والجلد وتغيّر لون البول والإعياء كإشارات تدل على نقص الترطيب.
يعتبر فقر الدم الناتج عن نقص الحديد من أبرز الأسباب الشائعة للشعور المستمر بالبرد. فالحديد يساهم في نقل الأكسجين عبر الدم لإنتاج الحرارة، ونقصه قد يبطئ نشاط الغدة الدرقية مسبباً شعوراً بالبرد. كما يمكن أن يرافق ذلك تعب وضعف عام وتغير في وظائف الجسم الحيوية.
تؤثر قلة النوم أيضاً في تنظيم الجهاز العصبي وأنظمة التحكم في التعرّض للبرد، ما قد يؤدي إلى تغير في معدل الأيض وارتفاع الإحساس بالبرد. وتوضح الدراسات أن نقص النوم قد يسبب خللاً في التمثيل الغذائي ويؤدي إلى صعوبة في الحفاظ على حرارة الجسم. لذلك يعد الحصول على نوم كافٍ جزءاً أساسياً من إدارة أعراض الشعور بالبرد.








