رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

كيف نحافظ على صحة فم الرضيع منذ البداية؟

شارك

تؤكد المؤسسات الصحية أن العناية بفم الرضيع من الأيام الأولى تشكل أساساً لصحة فموية مدى الحياة. في السنوات الأولى يتكوّن لدى الطفل ما تعرفه ذاكرة فموية تربط الفم بالطعام والتنفس والنوم والنطق بشكل متكامل. أي إهمال في هذه المرحلة قد يفتح الباب لمشكلات مثل الالتهابات الفموية أو التسوس المبكر. لذلك يُنصح بالبدء بإجراءات بسيطة وآمنة منذ الشهور الأولى لضمان بيئة فموية متوازنة.

لماذا تبدأ العناية قبل ظهور الأسنان؟

لا تنتظر بزوغ الأسنان كي تبدأ العناية بفم الطفل؛ فاللثة نفسها عرضة للالتهاب، خصوصاً في حالات الرضاعة الليلية المستمرة أو عند عدم تنظيف الفم بعد الرضاعة. عندما تبدأ الأسنان بالظهور، تكون اللثة الصحية أكثر قدرة على استقبالها دون ألم أو تورم. تسهم العناية المبكرة في توثيق علاقة مريحة بين الفم ونمو الأسنان وتقلل من مخاطر الالتهابات. نمط العناية الموثوق يعزز راحة الطفل أثناء الفحص وتهيئة بيئة فموية مناسبة للنمو.

عواقب الإهمال المبكر

تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين لا يتم تنظيف فمهم خلال السنة الأولى من العمر يصبحون أكثر عرضة بنسبة تقارب 40% لتسوس الأسنان اللبنية. كما أن الالتهابات الفموية المبكرة قد تؤثر على النطق وتناول الطعام لاحقًا. تؤكد النتائج أن الحفاظ على نظافة الفم منذ الشهور الأولى يخفف من المخاطر المرتبطة بتطور الأسنان. بناءً على ذلك، تُشدد التوجيهات الصحية على اعتماد روتين عناية مبكرين ثابتين.

خطوات العناية اليومية المبكرة

بعد كل رضاعة، يمسح فم الطفل بقطعة قماش نظيفة مبللة بالماء الفاتر. مع بزوغ أول سن، تُستخدم فرشاة ناعمة ومعجون بحجم حبة الأرز. تجنّب مشاركة أدوات الرضاعة أو الزجاجات مع الكبار لأنها قد تنقل البكتيريا المسببة للتسوس. يجب أن تكون زيارة طبيب الأسنان مبكرة وتكون عند بلوغ الطفل عاماً واحداً، لا قبل ذلك.

طرق الوقاية من التسوس

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بتجنب المشروبات المحلّاة وعدم ترك زجاجة الحليب في فم الطفل أثناء النوم. كما يُنصح بعدم تقبيل الطفل من الفم لأن ذلك يسهّل نقل البكتيريا. يساهم الالتزام بروتين العناية اليومي والفحص الدوري في تقليل مخاطر التسوس والالتهابات الفموية. كما يساعد تقليل تناول السكر قبل النوم في الحفاظ على صحة الفم.

فوائد صحية ونفسية

يذكر استشاري الطب النفسي أن النظافة الفموية لا تخص الأسنان وحدها بل تؤثر في الجهاز العصبي. فالالتهابات الفموية المتكررة تثير استجابة مناعية وتفرز مواد الالتهابية التي قد تؤثر في المزاج والنوم. كما يشير إلى أن تعويد الطفل على روتين يومي لتنظيف الفم يعزز لديه الإحساس بالنظام والراحة منذ الصغر.

دور الأهل في العادة

يصبح الطفل أكثر تجاوباً عندما يرى والديه يمارسان تنظيف أسنانهما بانتظام. القدوة والتكرار يشكلان أساس تكوين عادة صحية لدى الرضيع منذ الشهور الأولى. إشراك الطفل في روتين العائلة يجعل تنظيف الفم تجربة مقبولة وغير مزعجة.

التوازن في العناية

لا تحتاج العناية إلى أدوات معقدة أو وقت طويل؛ يكفي اتباع خطوات بسيطة وجعل التجربة لطيفة. الهدف هو ربط تنظيف الفم بالراحة والطمأنينة لا بالعنف أو الإكراه. اتباع نهج هادئ ومتسق مع روتين الأسرة يساعد على استمرارية العناية ونجاعتها.

مقالات ذات صلة