رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

نجاح أول جراحة سكتة دماغية باستخدام روبوت عبر قارتين

شارك

أعلنت جامعة دندي أن فريقًا بقيادة البروفيسورة إيريس جرونوالد حقق تقدمًا تاريخيًا في علاج السكتة الدماغية باستخدام روبوت طبي عبر إجراء استئصال خثرة عن بُعد، وهو إنجاز يحظى بتغطية عالمية. نفذت الجرونوالد هذه الاستئصال على جثة بشرية متبرع بها ومحفوظة محنطة، كجزء من سلسلة تجارب تحاكي ظروف العلاج الحي. جرى تجهـيز أربع جثث بدم بشري أو محاكٍ دموي لضمان تداولها في الأوعية الدموية كما في العلاج الحي. جاءت هذه النتائج نتيجة تعاون دولي مع أطباء من الولايات المتحدة وتكنولوجيات متقدمة تدعم الدقة والسرعة في التنفيذ.

أُجريت الجراحة التجريبية عن بُعد في مستشفى ناينويلز بمدينة دندي، بينما كانت الجثة في منشأة جامعية أخرى داخل المدينة. أظهرت المحاكاة أن كل خطوة من الاستئصال يمكن تنفيذها بدقة وسلامة باستخدام الروبوت الطبي، مع الالتزام الكامل بالإجراءات العلمية والأخلاقية. وأوضحت المصادر أن الجهة التي أجرت الإجراء كانت البروفيسورة جرونوالد والفريق العلمي في دندي.

بعد ساعات قليلة، أجرى الطبيب الأمريكي ريكاردو هانيل من جاكسونفيل بولاية فلوريدا نفس الإجراء عبر المحيط الأطلسي باستخدام روبوت سينتانتي المتطور. ووُصف الإنجاز بأنه أول جراحة دماغية عن بُعد عبر قارتين، مع زمن استجابة يقل عن 120 ميلي ثانية. قال الدكتور هانيل لبي بي سي نيوز إن الفارق الزمني كان كغمضة عين، وهو ما يعكس قوة التقنية في هذا المجال.

كيف تعمل التقنية الجديدة

يعتمد النظام الروبوتي على تحريك القسطرة والأسلاك الدقيقة عن بُعد، حيث يتحكم الجراح في كل حركة لحظيًا عبر شبكة الإنترنت بينما يقوم المسعفون المحليون بتجهيز الأدوات وتوصيلها وفق تعليماته. تذكر جامعة دندي أن هذه التقنية تتيح تنفيذ كل خطوة من الإجراء بدقة عالية مع الحفاظ على السلامة. تشير النتائج إلى إمكانية توسيع نطاق العلاج إلى مناطق تفتقر إلى أطباء متخصصين عبر الروبوت والاتصال عالي السرعة.

يتيح النظام للجراح السيطرة الكاملة على الإجراء مع تقليل الحاجة لتواجده الفعلي في المكان نفسه، وهو ما يمثل نقلة في إمكانية تقديم الرعاية عبر المسافات. تبرز التجارب أن المحاكاة والاختبارات تضمنان سلامة المرضى وموثوقية الإجراء في سياقات عالمية. وبينما تتواصل التطويرات، يظل الهدف تحقيق رعاية فورية عبر أفضل الأطباء من مواقع بعيدة في غرف عمليات حول العالم.

التعاون الدولي والتأثير المستقبلي

تأتي هذه التجربة نتيجة تعاون عالمي بين جامعة دندي ومستشفى جاكسونفيل في فلوريدا وشركتي Nvidia وEricsson لضمان اتصال فائق السرعة بين القارتين. أشادت جمعيات السكتة الدماغية البريطانية بهذا التطور باعتباره خطوة ثورية قد تقلل الفوارق في فرص العلاج للسكّتة الدماغية، خصوصًا في المناطق النائية. تؤكد هذه الشراكات التكنولوجية أهمية وجود شبكة اتصال موثوقة تدعم التحكم اللحظي للجهات الجراحية عبر القارات.

خطوات نحو التطبيق السريري والتدريب العالمي

تخطط جامعة دندي لبدء التجارب السريرية على المرضى العام المقبل تمهيدًا لاعتماد التقنية رسميًا في غرف العمليات حول العالم. تعد الجامعة المركز التدريبي العالمي الوحيد في المملكة المتحدة لعلاج السكتة الدماغية التدخلي وتطوير تدريب على أجسام حية باستخدام سوائل تحاكي الدم. يأمل الفريق في توسيع منظومة التدريب وتوفير فرص لأطباء من مناطق مختلفة لاستخدام الروبوت في إجراءات العصبية المتقدمة.

يهدف هذا الجهد إلى ضمان حصول أي مريض على علاج فوري من خلال أفضل الأطباء عبر تقنية الروبوت، مع الحفاظ على معايير السلامة والفعالية والموثوقية. يمثل هذا التوجه مستقبل جراحة الأعصاب التدخلية، ويؤسس لمسار عالمي يتيح الرعاية المتقدمة في مواقع بعيدة دون الاقتصار على تواجد الطبيب في مكان واحد.

مقالات ذات صلة