تعلن منظمة الصحة العالمية في تقريرها لعام 2025 تقييمًا شاملاً ومحدّثًا لوباء السل وتقدّم الوقاية والتشخيص والعلاج على المستويات العالمية والإقليمية والقطرية. وتوضح الوثيقة الالتزامات والاستراتيجيات والأهداف العالمية لمكافحة السل وكيف تترجمها الدول إلى برامج وطنية. كما تؤكد أهمية تحديثات الرصد والبيانات المتعلقة بالسل بشكل سنوي عبر أنظمة الصحة الوطنية. وتبرز النتائج أن العالم يواجه تحديات مستمرة بينما تتوافر فرص لتعزيز الاستثمار والالتزام الدولي لتحقيق تقدم ملموس.
وتشير التقديرات إلى أن عدد حالات السل في 2024 بلغ نحو 10.7 ملايين حالة، وهو ما يعادل 131 حالة لكل 100 ألف نسمة. وتعد السل من بين الأمراض المعدية الأكثر وفاة، حيث أودت بحياة نحو 1.23 مليون شخص في 2024 وحده. كما أكدت المنظمة أن السل المقاوم للأدوية يمثل أزمة صحية عالمية، إذ بلغ عدد الحالات المقاومة نحو 390 ألف حالة في 2024. وتؤكد هذه الأعداد التحدي المستمر في إيجاد علاج فعال وتحقيق وصول عادل للخدمات الصحية للمصابين.
الاتجاهات العالمية والإقليمية
بلغ معدل الانخفاض في معدل الإصابة بالسل عالميًا بين 2015 و2024 نحو 12.3%، ولا يزال بعيداً عن هدف تقليصه بنسبة 50% بحلول 2025. بلغت النسبة العالمية للأشخاص المصابين بنوبات جديدة من السل والذين لديهم عدوى بفيروس نقص المناعة البشرية 5.8% في 2024. وتوزعت الحالات في 2024 بشكل رئيسي في جنوب شرق آسيا (34%) وغرب المحيط الهادئ (27%) وأفريقيا (25%)، بينما بلغت النسب في شرق المتوسط 8.6% والأمريكتين 3.3% وأوروبا 1.9%. وتُظهر هذه البيانات أهمية تعزيز الاستهداف والموارد في المناطق الأعلى عبئاً لتحقيق تقدم أوسع في مكافحة السل.
تشير المنظمة إلى أن تقليل المساعدات العالمية يعرّض الملايين من المصابين بالسل لوقف الخدمات العلاجية. وتوضح أن التفاوت في التمويل يؤثر على إمكانية الوصول إلى الوقاية والتشخيص والعلاج عبر المناطق المختلفة. وفي عام 2025 اعتمد التقرير بيانات من 184 دولة ومنطقة قدمت تقاريرها عن حالات السل تغطي أكثر من 99% من سكان العالم.








