رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

نظارات الواقع الافتراضي تقلل من جفاف العين

شارك

تشهد نظارات الواقع الافتراضي اهتمامًا متزايدًا في السنوات الأخيرة، حيث يدمج المستخدمون الواقع الرقمي في حياتهم اليومية من خلال سماعات رأس غامرة. يبرز هذا النوع من التكنولوجيا شعورًا قويًا بالوجود وانفصال عن العالم الحقيقي أثناء اللعب والتفاعل. إلا أن هناك مخاوف من آثارها على صحة العين عند الاستخدام الممتد، وخاصة احتمال جفاف العين. ولهذا تجرى أبحاث تبحث في عوامل حماية العين أثناء جلسات الواقع الافتراضي المطوّلة.

تصميم الدراسة وطريقة المراقبة

طور الأستاذ المشارك يوشيرو أوكازاكي من جامعة واسيدا، مع الأستاذ الزائر الدكتور نوريهيكو يوكوي من جامعة كيـوتو للطب، طريقة مبتكرة تعتمد سماعات رأس واقع افتراضي مزودة بكاميرا فائقة الصغر لمراقبة ديناميكيات الغشاء الدمعي بشكل حي. اعتمدت الدراسة على 14 مشاركًا صحيًا، وهم يلعبون لعبة واقع افتراضي لمدة 30 دقيقة، بينما تراقب الكاميرا التغيرات في نمط تداخل الطبقة الدهنية في طبقة الدموع عند بداية التجربة وخلال فترات التوقف كل خمس دقائق. وقد رُصدت تغيرات في نمط التداخل مع تقدم اللعب، وهو ما يعكس تغيرات في سماكة الطبقة الدهنية بالدموع. كما تتابع الدراسة التغيرات على مدى فترة الجلسة للتحقق من الاستقرار الديناميكي للغشاء الدمعي.

النتائج والتداعيات

أظهرت النتائج الأولية وجود زيادة ملحوظة في تداخل الطبقة الدهنية للفيلم الدمعي مع تقدم اللعبة، وهو ما يعكس زيادة سماكة الطبقة الدهنية. كما ارتفعت حرارة القرنية والجفن العلوي بشكل ملحوظ بعد الجلسة، ما يوحي بأن البيئة داخل السماعات قد تساهم في ذلك. وتربط دراسة سابقة زيادة سماكة الطبقة الدهنية باستقرار الغشاء الدمعي، لذا يهم الباحثين توضيح ما إذا كان هذا التأثير يظهر في الظروف التجريبية المستخدمة.

مع أن النتائج لا تستهدف ادعاءات صحية محددة، فهي تقدم رؤى حول كيفية تأثير البيئة الحرارية لسماعات الواقع الافتراضي على سلوك الغشاء الدمعي، وهذا مفيد للمستخدمين والمصممين على حد سواء.

القيود والآفاق المستقبلية

أشارت النتائج إلى أن الدراسة اقتصرت على مشاركين أصحاء، ولم تتضمن مصابين بجفاف العين أو اضطرابات ميبو، كما لم تضم مجموعة ضابطة لا تستخدم سماعات الرأس. يسعى الباحثون إلى توسيع البحث ليشمل فئات سريرية وضوابط مناسبة في المستقبل. كما يخططون لإجراء تقييمات إضافية لمعرفة ما إذا كانت النتائج تظل ثابتة عند عيون مختلفة وتقييمات أخرى. وتظل هذه الدراسة خطوة مبكرة نحو فهم العلاقة بين الحرارة داخل سماعات الواقع الافتراضي وصحة العين وتوفر معلومات لتوجيه تصميم الأجهزة في المستقبل.

مقالات ذات صلة