رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

دراسة تكشف تأثير العادات الغذائية غير الصحية على البحر المتوسط

شارك

أعلنت دراسة حديثة أن الأطعمة المصنعة والمعالجة أصبحت منتشرة بشكل متزايد في الأنظمة الغذائية للشباب في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وأجرت الدراسة استطلاع رأي شمل 2011 أسرة في خمس دول، ووجد أن نحو 95% من الأطفال والمراهقين يستهلكون عنصرًا واحدًا غير صحي من منتجات الأطعمة المعالجة. ويرتبط هذا الاستهلاك المرتفع ارتباطًا وثيقًا بالسمنة وكبر سن المراهقة وعوامل نمط الحياة غير الصحية، بما في ذلك زيادة وقت استخدام الشاشات والتعرض لإعلانات الطعام، إضافة إلى تناول الطعام خارج المنزل وتكرار تناول الوجبات الخفيفة.

كشفت النتائج أن ارتفاع مستوى تعليم الوالدين يرتبط بارتفاع استهلاك الأطعمة المعالجة بشكل عام. ويرتبط وجود أحد الوالدين الأكبر سنًا بعلاقة عكسية، كما أن صغر سن الوالدين يعد عامل خطر. هذا يشير إلى أن العوامل الأسرية تلعب دورًا في أنماط الاستهلاك الغذائية حتى في مناطق تقليدية تفخر بالصحة.

التحول الغذائي في المتوسط

يرتبط النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط تقليديًا بطول العمر والصحة الجيدة، لكنه شهد تحولاً غذائيًا عالميًا في العقود الأخيرة. تشير الدراسات إلى أن الأطعمة فائقة المعالجة أصبحت تشكل جزءًا رئيسيًا من النظام الغذائي، وتحتل مكانة كبيرة مع وجود القليل من الأطعمة الكاملة أو غيابها. تُبرز الأبحاث أن هذه الأطعمة تفضّل الراحة والمذاق العالي وتستخدم إضافات تجميلية وتحتوي على نسب عالية من السكر والصوديوم والدهون غير الصحية.

ترتبط زيادة استهلاك الأطعمة المعالجة غير الصحية بارتفاع مخاطر صحية متعددة، منها اضطرابات الهضم ومرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية، إضافة إلى مشاكل الصحة النفسية مثل الاكتئاب. وتؤكد الأدلة وجود صلة وثيقة بين نمط الحياة الحديث وزيادة الوزن وظهور أمراض مزمنة في مراحل مبكرة من الحياة. كما تشير إلى أن الإغراء بالمذاق والراحة قد يدفع إلى الاستمرار في استهلاك هذه الأطعمة.

تشير نتائج الدراسات التي ركزت على الأطفال والمراهقين إلى ارتباط الأطعمة المعالجة بإدمان الطعام وزيادة مؤشر كتلة الجسم ونسبة الدهون خلال فترة المراهقة. وتبين أن هذه الأنماط تزيد مخاطر زيادة الوزن على المدى الطويل وتؤثر في الصحة العامة. كما تساهم هذه الظواهر في اتباع أنماط تغذية غير متوازنة وتراجع تناول الأطعمة الكاملة.

كشفت النتائج أن نحو 95% من الأطفال والمراهقين في العينة يتناولون منتجات ألبان غير صحية يوميًا، وبلغ المتوسط اليومي للاستهلاك ضمن المجموعة نحو 1.8 حصة. وتشير التحليلات متعددة المتغيرات إلى وجود عوامل رئيسية مرتبطة بارتفاع الاستهلاك، منها زيادة وقت الشاشات وتعرض للإعلانات الغذائية وتناول الطعام خارج المنزل وتكرار الوجبات الخفيفة. وتدل هذه النتائج على ترسخ نمط حياة غير صحي بين فئة الشباب في المنطقة.

تؤكد النتائج الحاجة إلى سياسات وتدابير توعوية لتعزيز خيارات غذائية صحية في الأسرة والمدارس والمجتمع. ويجب تعزيز التربية الغذائية وتوفير خيارات كاملة ومتوازنة، مع تقليل الاعتماد على المنتجات المعالجة. كما يلزم وضع ضوابط للإعلانات الغذائية تستهدف الشباب وتقليل التعرض لها لتجنب تداعيات صحية محتملة على المدى الطويل.

مقالات ذات صلة