أعلن فريق الباحثين نتائج جديدة تُشير إلى أن كوب واحد من القهوة يوميًا قد يساهم في الوقاية من تكرار نوبات الرجفان الأذيني. أوضح الدكتور جريجوري ماركوس، أستاذ أمراض القلب في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو، أن هذه النتائج جاءت من دراسة قادت بها فرق من أستراليا وكندا والولايات المتحدة. كما عُرضت النتائج في المؤتمر السنوي لجمعية القلب الأمريكية ونُشرت في مجلة JAMA. وتراوحت عينة الدراسة بين 200 مشارك من كبار السن في الدول الثلاث، حيث قُسِموا إلى مجموعتين: إحداهما توقفت عن الكافيين، بينما واصل الآخرون شرب القهوة يوميًا.
على مدى ستة أشهر تابعت النتائج المشاركين بعناية، فظهر أن من استمروا في شرب القهوة كانوا أقل عرضة لتكرار نوبات الرجفان الأذيني مقارنةً بمن توقفوا عن تناولها. وبلغ الفارق في الخطر نسبة 47% مقابل 64%، وهو ما أشار الباحثون إلى أنه دليل على فائدة القهوة المحتوية على الكافيين. وأعرب الدكتور ماركوس عن دهشته من قوة تأثير القهوة في تقليل مخاطر الرجفان الأذيني. وأكد أن النتائج تدعم فكرة أن القهوة ليست ضارة للقلب كما كان يُعتقد سابقًا، بل قد تكون عاملًا وقائيًا في حالات محددة.
تبعات وتوصيات الخبراء
أكدت الدكتورة جوانا كونتريراس، طبيبة قلب في مستشفى مونت سيناي فوستر بنيويورك، أن كوبًا واحدًا من القهوة يوميًا آمن تمامًا للأشخاص المصابين باضطراب ضربات القلب، مع التأكيد على ضرورة الاعتدال. وأوضحت أن استجابة الكافيين تتفاوت بين الأفراد، فبعض المصابين قد يتأثرون به أكثر من غيرهم. ونصحت بعدم الإفراط في تناول المشروبات المنبهة الأخرى مثل مشروبات الطاقة لأنها تحتوي على نسب عالية من الكافيين قد تؤدي إلى نتائج عكسية. وأكدت ضرورة استشارة الطبيب المعالج قبل تعديل استهلاك الكافيين، خاصة لدى من يتناولون أدوية قد تؤثر على ضغط الدم أو معدل ضربات القلب.
وترى الدراسة أن آليات الحماية غير محددة بدقة، لكنها تشير إلى وجود مركبات مضادة للالتهابات في القهوة قد تساهم في تحسين وظائف الأوعية الدموية وتقليل الإجهاد التأكسدي المرتبط باضطراب الإيقاع القلبي. وتُبرز النتائج أن شرب القهوة باعتدال يمكن أن يكون جزءًا من نمط حياة صحي للقلب. كما يحث الخبراء المرضى على متابعة مزاولة الرعاية الصحية قبل تعديل العادات، وعدم الإفراط في الاعتماد على القهوة كخيار وحيد. وتظل المتابعة مع الطبيب ضرورية لضمان التناسب مع الأدوية والمضاعفات المحتملة.








