أكد معاليه أن دولة الإمارات تحتضن اليوم ما يقارب 5 ملايين شاب وشابة يعيشون على أرضها، منهم نحو نصف مليون شاب إماراتي تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عاماً، يمثلون قوة وطنية قادرة على تحويل مسار التنمية الوطنية والاجتماعية خلال العقود القادمة، مشدداً على أن تمكين الشباب لم يعد خياراً، بل ضرورة وطنية تستلزم شراكة واسعة بين مختلف الجهات.
جاء ذلك خلال ورشة التخطيط الاستراتيجي التي نظمتها المؤسسة الاتحادية للشباب اليوم ضمن مراحل مشروع «تطوير الاستراتيجية التحولية للمؤسسة»، بمشاركة نحو 70 ممثلاً من الجهات الحكومية والمجالس التنفيذية في الدولة، بهدف مناقشة الرؤية المستقبلية وصياغة خطط العمل للفترة المقبلة.
وأشار معاليه إلى أن العالم يعيش اليوم في زمن سريع التغير تُعاد فيه صياغة مفاهيم التنمية، وتتقدم فيه قيمة المهارات، ليصبح الابتكار والتعلم المستمر شرطاً أساسياً لمواكبة المستقبل. وقال، إن دور الجهات الوطنية لم يعد مقتصراً على توفير الفرص للشباب، بل يتطلب تزويدهم بمهارات الغد، وتعزيز قدراتهم القيادية والفكرية، وتمكينهم من التعلم مدى الحياة.
المحاور الأساسية للعمل الشبابي في المرحلة المقبلة
وأوضح النيادي أن المرحلة المقبلة ستبنى على 7 محاور رئيسية تشكل مرتكزات العمل الشبابي الجديد، وتشمل تعزيز الهوية الوطنية، بناء جيل قوي مستعد للمستقبل، دعم الصحة النفسية والجسدية وجودة الحياة، تمكين التعلم المستمر، الإعداد لمهارات ووظائف المستقبل، دعم ريادة الأعمال، توظيف التكنولوجيا والابتكار في التنمية المستدامة، إضافة إلى تعزيز روح التطوع والمواطنة الفاعلة.
واستعرض معاليه مجموعة من المؤشرات التي تكشف التحديات الحالية أمام الشباب، منها أن 25% من الفئة العمرية 18–25 يعانون من السمنة، وأن 60% من الشباب بين 18 و24 عاماً لا يحققون المستوى البدني الموصى به عالمياً من منظمة الصحة العالمية كما أشار إلى أن 62% من الخريجين يواجهون صعوبة في الحصول على وظيفة في القطاع الخاص.
وأكد أن هذه الأرقام تمثل «واقعاً ينبغي التعامل معه بجدية»، لكنها في الوقت نفسه تكشف عن فرص ضخمة لصناعة مستقبل أكثر تمكيناً للشباب، موضحاً أن الإمارات تحتل المرتبة رقم 26 عالمياً في مؤشر تنمية الشباب، مضيفاً: «والسؤال الذي نطرحه اليوم: لماذا لا نكون ضمن المراكز العشرة الأولى؟ بل لماذا لا نكون في الصدارة؟ لدينا الطاقات والطموح والبيئة الداعمة، وما نحتاجه هو خارطة طريق وطنية موحدة تُترجم إلى نتائج ملموسة».
وشدد النيادي على أن ورشة اليوم ليست اجتماعاً تقليدياً، بل «منصة وطنية للتفكير الاستراتيجي المشترك»، هدفها تسخير البرامج التحولية بما يجسد رؤية القيادة الرشيدة وتطلعات شباب الإمارات، مشيراً إلى أن تنمية الشباب «مهمة وطنية مشتركة» لا يمكن أن تقوم بها جهة واحدة، بل تتطلب عملاً تكاملياً بين المؤسسات كافة. وأكد على أن الاستثمار في الشباب هو استثمار في المستقبل، وأن الإمارات قادرة بشبابها على تعزيز تنافسيتها وتصدّر مؤشرات التنمية عالمياً خلال السنوات المقبلة.








