تشير الإحصاءات العالمية إلى أن أكثر من ملياري شخص يعانون من نقص الفيتامينات والمعادن الأساسية، وتوضح النتائج أن هذه النواقص غالباً ما ترتبط بعادات الحياة اليومية والخيارات الغذائية. وتبين الدراسات أن نقص الكالسيوم والحديد والفيتامينات الأساسية شائع بشكل مستمر في العيادات. يوضح الدكتور بال مانيكام، أخصائي الجهاز الهضمي، وجود علامات مبكرة للنقص قد يغفلها كثيرون وتستلزم متابعة طبية مبكرة.
في إطار التقييم الصحي الشامل، تبرز الأبحاث أن التغذية غير المتوازنة والاعتماد على وجبات غير متكاملة يسهمان في زيادة احتمالات وجود نقص غذائي. كما تؤكد أن استهلاك كميات غير كافية من المعادن والفيتامينات الأساسية يؤثر على وظائف الدماغ والجهاز العصبي والعضلات. وتؤكد النتائج أهمية اليقظة للعلامات المبكرة للنقص والالتزام بخطط غذائية متوازنة للوقاية من الاضطرابات الصحية المرتبطة بنقص العناصر.
علامات مبكرة لنقص العناصر الغذائية
نقص البروتين
قد لا يلاحظ ضمور العضلات فورًا، لكن التعب المستمر وتداخل تشويش الذهن يعدان من العلامات المبكرة لنقص البروتين. يوضح بحث منشور في Frontiers كيف يؤثر نقص البروتين على وظائف الدماغ وإنتاج النواقل العصبية، ما يجعل الأداء الذهني أبطأ والتعب يظهر قبل انخفاض الكتلة العضلية. عندما لا يوفر النظام الغذائي ما يكفي من الأحماض الأمينية، يتأخر البناء والإصلاح في الجسم وتظهر الأعراض مبكرًا.
نقص الكالسيوم
يذكر الدكتور مانيكام أن أول العلامات لانخفاض الكالسيوم ليست العظام بل الشعور بوخز أو تنميل في الأصابع والشفتين والفم. يلعب الكالسيوم دورًا رئيسيًا في نقل الإشارات العصبية؛ فمع انخفاض مستوياته تتزايد الاستثارة العصبية ويظهر التنميل والتهيج العصبي. كما يؤكد على أهمية التوازن الغذائي للمحافظة على مستويات كافية من الكالسيوم وتجنب النقص.
نقص الزنك
عادةً ما يظهر نقص الزنك في فقدان الشهية وتغيرات بسيطة في حاسة التذوق والشم. وتُشير الدراسات إلى أن نقص الزنك قد يضعف وظيفة براعم التذوق ويؤخر التئام الجروح، كما قد يلاحظ تغيّر في الطعم أو الرائحة مع وجود النقص. إذا لاحظت بطء التئام الجروح أو تغيّر ملحوظ في التذوق، فقد يكون السبب نقص الزنك ويستلزم تقييم غذائي.
نقص الحديد
قبل أن يبدأ تساقط الشعر أو يحدث دوار، غالباً ما تكون علامة التعب المستمر هي التحذير الأول حتى مع النوم الكافي. وتشير عيادة كليفيلاند إلى أن نقص الحديد يقلل من وصول الأكسجين إلى الأنسجة، مما يجعل الجسم والدماغ يعملان بطاقة منخفضة. لذا فإن متابعة مستويات الحديد واختباراته ضرورية للحفاظ على الطاقة اليومية.
نقص فيتامين سي
أول أعراض نقص فيتامين سي قد تكون نزيف اللثة وجفاف الجلد وسهولة الكدمات، وليس بالضرورة نزلة برد. وتربط الدراسات انخفاض مستوى فيتامين سي بزيادة نزيف اللثة نتيجة لدوره في دعم تكوين الكولاجين وتقوية الشعيرات الدموية. كما أشارت دراسات إلى ارتباط النقص بجفاف الجلد وسهولة إصلاح الأنسجة.
نقص فيتامين ب12
يرتبط نقص فيتامين ب12 بخزات أو وخز في اليدين والقدمين بسبب تأثيرات عصبية، كما يظهر تشوش الذهن وشحوب الجلد بسبب قلة خلايا الدم الحمراء. يعد فيتامين ب12 ضرورياً لإنتاج الخلايا الحمراء وتكوين الميلين العصبي، فتظهر أعراض الحس والتباطؤ الإدراكي قبل الإصابة بفقر الدم الكامل.








