تؤكد مناسبة اليوم العالمي للسكر أهمية التوعية بخطورة المرض وطرق الوقاية والحفاظ على الصحة، وتوضح أهمية حماية الأطفال من الداء والاهتمام بالطفل المصاب ورعايته صحياً. تشير إلى أن الوقاية والالتزام بنمط حياة صحي يساهمان في تقليل المخاطر المرتبطة بالسكري لدى الأطفال. كما تؤكد على أن الجوانب النفسية للطفل المصاب جزء لا يتجزأ من إدارة المرض وتحتاج إلى رعاية متخصصة من الأسرة والمدرسة والأطباء. وتنبه إلى مخاطر الإهمال النفسي مثل القلق من الإبر وخوف القياس المستمر للسكر وتأثيره على الثقة بالنفس والتحصيل الدراسي.
التأثير النفسي للسكري عند الأطفال
يؤكد الدكتور محمد فوزي عبد العال أن الطفل المصاب بمرض السكري يعيش تجربة مزدوجة تشمل الألم من الإبر ومراقبة السكر، إضافة إلى القلق والخوف من الشعور بالاختلاف عن الأقران. وتمتد آثار الاضطرابات النفسية إلى السلوك وأداء الطفل الدراسي وتفاعله الاجتماعي، خاصة مع التغيرات المزاجية المفاجئة. ويشير إلى أن الدماغ يعد أكثر أعضاء الجسم استهلاكاً للجلوكوز، فاضطراب السكر قد ينعكس في صعوبات التركيز وتقلب المزاج.
تشير المتابعات الطبية إلى أن اضطرابات المزاج والسلوك تتقاطع مع مرض السكري وتضم القلق المزمن والخوف من فشل العلاج والاكتئاب الطفولي والقلق المرتبط بقياس السكر والنظافة الزائدة. كما قد يظهر الوسواس القهري المرتبط بقياس السكر المتكرر واضطرابات النوم نتيجة القلق من انخفاض السكر ليلاً. وتظهر أيضاً صورة جسد مشوهة لدى الفتيات المراهقات خوفاً من زيادة الوزن بسبب العلاج بالأنسولين. وتؤكد هذه الاضطرابات ضرورة متابعة مشتركة بين طبيب الغدد الصماء والطب النفسي والتربوي.
نصائح للعائلة والمجتمع
ينصح الطبيب بتوعية المجتمع وتفهم أن مرض السكري لا ينقص من قيمة الطفل ولا يحد من أحلامه، بل يعزز وعيه ومسؤوليته. ويشدد على ضرورة قبول المرض دون مبالغة أو شفقة، مع الحديث الإيجابي عن العلاج بدلاً من وصف المريض بأنه عاجز. وتدريب الطفل على إدارة مرضه تدريجيًا يمنحه إحساساً بالسيطرة والاستقلال. وتعقد جلسة أسرية أسبوعية لمناقشة المشاعر والإنجازات الصغيرة مثل قياس السكر بنجاح أو اختيار وجبة متوازنة.
الدعم النفسي في المدرسة
يجب أن يدرّب المدرسون على التعرف على علامات هبوط السكر والتصرف السريع داخل الفصل. كما ينبغي إتاحة وجبة خفيفة داخل الفصل للحالات الطارئة وتسهيل دمج الطالب في الأنشطة الجماعية دون عزله. ويجب وجود مرشد نفسي مدرسي للتعامل مع القلق أو التنمر وتوعية الزملاء بأن السكري ليس معدياً. ويشجع على ممارسة الأنشطة الرياضية المعتدلة بإشراف المدرس لأنها تحسن المزاج وتزيد حساسية الأنسولين.








