توضح هيئات الصحة أن الحماض الكيتوني السكري حالة طارئة قد تهدّد الحياة إذا لم تُعالج بسرعة. يحدث عندما لا يحصل الجسم على ما يكفي من الأنسولين، فتلجأ الخلايا إلى استخدام الدهون كمصدر بديل للطاقة. ينتج عن ذلك تكون كيتيونات في الدم وتزداد حامضته، وهو ما يضغط على أجهزة رئيسية مثل الدماغ والقلب. قد يظهر هذا الوضع خلال ساعات قليلة، وهو أكثر خطرًا عندما يتوقف المريض عن أخذ الأنسولين أو عند وجود عدوى أو جفاف شديد أو إجهاد جسدي.
أعراض تحذيرية
من أبرز الأعراض العطش الشديد والتبول بكميات كبيرة. قد يصاحبها آلام بالبطن مع غثيان أو قيء وتعب عام يؤثر في القدرة على التركيز. كما يظهر تنفّس عميق وسريع ورائحة فم تشبه رائحة الفاكهة الناضجة. وتطور هذه العلامات خلال يوم واحد يستدعي تدخلًا فوريًا ولا يجوز تجاهلها أو محاولة التعامل معها في المنزل.
التشخيص ومؤشرات الخطر
يقوم الأطباء بقياس نسبة السكر والكيتونات في الدم لتأكيد التشخيص وتحديد شدة الحالة. إذا كانت الكيتونات أقل من 0.6 مليمول/لتر فالمستوى يعتبر طبيعيًا. بين 0.6 و1.5 يعكس ارتفاعًا طفيفًا ويتطلب متابعة. بين 1.6 و3 يشير إلى خطر واضح ويجب استشارة الطبيب فورًا.
أكثر من 3 مليمول/لتر يعني وجود حماض كيتوني فعلي، ويستلزم الذهاب إلى المستشفى فورًا. وإذا اعتمدت الفحوص شرائط البول وكانت القراءة 2 أو أكثر فهذه قراءة مرتفعة أيضًا. يقوم الفريق الطبي بتقييم الحالة وتقديم العلاج المناسب بناءً على النتائج.
العلاج والوقاية
لا يعد الحماض الكيتوني ارتفاعًا عاديًا في السكر بل انهياراً مؤقتاً في التوازن الكيميائي للجسم. يتركز العلاج على استعادة السوائل والأملاح وتعويض الأنسولين عبر الوريد، مع مراقبة دقيقة لوظائف القلب والكلى. مع تحسن الحالة، يعاد تدريجيًا إدخال السوائل والطعام حتى يعود الوضع إلى الاستقرار. تنصح الجهات الصحية بالاتصال بخدمات الإسعاف وعدم القيادة إلى المستشفى عند الاشتباه بالحالة.
تبدأ الوقاية من الالتزام الصارم بجرعات الأنسولين اليومية وفحص سكر الدم بانتظام، خاصة أثناء المرض والتوتر أو الصيام. كما يُنصح المريض باقتناء جهاز لقياس الكيتونات في الدم أو البول لمتابعة أي تغير طارئ. يجب اتباع قواعد يوم المرض وعدم إيقاف الأنسولين حتى أثناء فقدان الشهية، مع شرب كميات كافية من المياه والسوائل. ينبغي أيضًا زيادة الفحوص عند الشعور بتعب غير عادي واتباع تعليمات الطبيب بدقة.
متى يكون القلق مبررًا؟
يجب التواصل مع فريق الرعاية الصحية أو خدمات الطوارئ عند ملاحظة الأعراض السابقة، أو ارتفاع السكر رغم أخذ الأنسولين. كما يجب الانتباه إلى ارتفاع الكيتونات فوق المستوى الطبيعي أو وجود علامات الجفاف أو عدوى. يؤدي التدخل المبكر إلى منع تفاقم الحالة وتجنب الدخول إلى المستشفى.
